للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا وإن لم يثبت به حكم عند المحدثين، لكنه يُتبرك به من مثل هذا العارف الذي لا يتطرق إليه عند من سابر أحواله وعلم طريقته ونزاهته وكراماته الباهرة التي شاهدناها نحن وغيرنا منه، كالشمس، فالظن بل العلم منا قاض بصدق الشيخ في ذلك، فاستفد ذلك فإنه مما ينبغي أن يُحرص على استفادته. اهـ

وقال أيضا بعد رواية المسلسل بالمصافحة (١)، من طريق المعمر (٢) ما نصه: الرابعة: سبق لنا عن شيخنا الإمام العالم المسلّك الصوفي، الجامع بين العلوم الظاهرة والمعارف الباطنة، وبين الشريعة والحقيقة ذي الكرامات الظاهرة والأحوال الباهرة، طريقة أقرب من طريقة الخوّافي (٣) المذكورة، ولا يلزم عليها مخالفة القواعد الشرعية بوجه أصلا، وهي ما كان يذكره لأخصاء أصحابه ويتحفهم به، من أن الجن كانت تجتمع به وتأخذ عنه ويأخذ عن بعضهم، وأنه كان من جملة هؤلاء شخص يذكر له أنه تابعي، لأنه من أصحاب بعض الجن الذين اجتمعوا بالنبي وآمنوا به وأقرأهم القرآن وأمرهم أن يبلغوه منه لمن وراءهم، وأنه أخذ عن هذا التابعي في زعمه وأنه أجازه بما أجازه به شيخه الجني الصحابي، وأن شيخنا أجاز لنا ولبقية أخصاء أصحابه ما أجازه له ذلك الجني. وهذا كله وإن لم يفد شيئا على طريقة المحدثين وعلماء الظاهر، لكنه يفيد عند أرباب الباطن الذين أُلهموا صدق ذلك الجني فيما أخبر به، ويفيد أتباع هؤلاء الملهمين التبرك والانتظام في سلك هذا السند [الذي] (٤) بفرض صحته، فيه من الفوائد والمراتب العلية والإمدادات العرفانية ما لا يحيط به إلا أهل الله وخاصة من خلقه. اهـ


(١) «معجم شيوخ ابن حجر الهيتمي» اللوحة ٢٤ (مخطوط).
(٢) قال ابن حجر في «لسان الميزان» ٨/ ١١٨: وقد وقع نحو هذا في المغرب فحدث شيخ يقال له: أبو عبد الله محمد الصقلي قال: «صافحني شيخي أبو عبد الله معمر، وذكر أنه صافح النبي وأنه دعا له فقال له: عمرك الله يا مُعمر، فعاش أربع مئة سنة.» اهـ
وقال ابن حجر أيضا في «الإصابة» ٦/ ٢٩٠: معمر: بضم أوله، شخص اختلق اسمه بعضُ الكذابين من المغاربة، أخبرنا الكمال أبو البركات بن أبي زيد المكناسي إجازة مكاتبة، قال: صافحني والدي … ثم ذكره.
(٣) محمد بن محمد بن محمد الزين الخوافي، المتوفى عام ثمان وثلاثين وثمانمائة (٨٣٨ هـ).
(٤) ساقطة من أصل المؤلف.

<<  <   >  >>