للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد شاهدناهم وأخبرنا كثير ممن شاهدهم ووقع له معهم الوقائع المتعددة.

وفي السنة الصحيحة ما يغني عن ذكر ذلك، فقد تقدم في الأحاديث السابقة رؤية جابر وابن مسعود لهم مرارا، وكذلك الزبير بن العوام وحاطب بن أبي بلتعة وعمر في قصة هامة إن صح الخبر، وقد ادعى الحافظ السيوطي أنه يبلغ رتبة الحسن (١) كما قدمناه.

وفي «صحيح» (٢) البخاري من حديث أبي هريرة قال: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ فجعل يحتو من الطعام فأخذتُه، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله . قال: إني محتاج وعلي دين ولي عيال وحاجة شديدة. فخليت عنه فأصبحت فقال النبي : «يا أبا هريرة، ما فعل أسيرُكَ البارحة؟» قلتُ: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعياءً فرحمته فخليت سبيله فقال: «أما إنه قد كذبك وسيعود»، فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله إنه سيعود، فرصدتُه، فجاء يحتو من الطعام، فذكر الحديث، إلى أن قال في المرة الثالثة: فأخذتُه فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله ، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هنّ؟ قال: إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختمها، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فخليت سبيله فأصبحتُ فقال لي رسول الله : «ما فعل أسيرُكَ البارحة؟»، قلتُ: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: «ما هي؟»، قلتُ: قال لي: إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية، ﴿اللهُ لَا إِلَهَ إلا هو الحي القيوم﴾ وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح؛ وكانوا أحرص شيء على


(١) «لقط المرجان في أحكام الجان» للسيوطي ص ٥٧.
(٢) «(صحيح البخاري)» ح ٢٣١١.

<<  <   >  >>