للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث الرابع: من رواية أبي عبد الله الجدلي، قال أبو نعيم في «دلائل النبوة»: (١) حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبراني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا علي بن الحسين ابن أبي بردة البجلي، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن حرب بن صبيح، حدثنا سعيد بن مسلم، عن أبي مرة الصنعاني، عن أبي عبد الله الجدلي، عن عبد الله بن مسعود قال: «استتبعني رسول الله ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة، فخط علي خطةً وقال: «لا تبرح»، ثم انصاع في الجبال فرأيت الرجال يتحدّرون عليه من رؤوس الجبال حتى حالوا بيني وبينه، فاخترطت السيف وقلت لأضربن حتى أستنقذ رسول الله ، ثم ذكرت قوله: «لا تبرح حتى آتيك»، قال: فلم أزل كذلك حتى أضاء الفجرُ، فجاء النبي وأنا قائم فقال: «ما زلت على حالك؟» فقلت: لو مكثت شهرا ما برحت حتى تأتيني، ثم أخبرته بما أردت أن أصنع فقال: «لو خرجت ما التقيتُ أنا وأنت إلى يوم القيامة»، ثم شبك أصابعه في أصابعي وقال: «إني وُعِدت أن تؤمن بي الجن والإنس، فأما الإنس فقد آمنت، وأما الجن فقد رأيت، وما أظن أجلي إلا قد اقترب»، قلت: يا رسول الله، ألا تستخلفُ أبا بكر؟ فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه، فقلت: يا رسول الله، ألا تستخلفُ عمر فأعرض عني، فرأيت أنه لم يوافقه، قلت: يا رسول الله، ألا تستخلف عليا؟ قال: ذاك والذي لا إله غيره لو بايعتموه وأطعتموه أدخلَكُم الجنة أكتعين».

قلت: قوله: «حتى بلغنا أعلى مكة» غلط من بعض رواته، وقد يكون ذلك من يحيى ابن يعلى الأسلمي (٢)، فقد ضُعف ووُصف حديثه بالاضطراب. فإن قوله


(١) لم أقف عليه في النسخة المطبوعة من «دلائل النبوة»، لكن هو في «المعجم الكبير» للطبراني ١٠/ ٦٧، وعزاه
لأبي نعيم بهذا الإسناد تقي الدين الشبلي في «آكام المرجان في أحكام الجان» ص ٨٣، وابن كثير في «التفسير»
٧/ ٢٩٥، والسيوطي في «الخصائص الكبرى» ١/ ٢٣١.
(٢) قال الحافظ المزي في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» ٢٣/ ٢٥ عن يحيى بن يعلى: «قال عَبدِ الله بْن أَحْمَدَ بن الدورقي، عن يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال البُخارِيّ: مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بالقوي. وَقَال أبو أحمد بن عدي: كوفي من شيعتهم» اهـ

<<  <   >  >>