للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحجوي في «ثبته» (١): ذكر صاحب «الابتسام في دولة ابن هشام» أن عمر بن المكي الشرقاوي لما مات وُجد في تركته خط شمهروش هذا. قال: ولا أدري من العدلُ الذي وقع على هذا الخط العجيب ومارسه حتى عرفه. اهـ

قلتُ: لم يعلم الحجوي أن ابن تيمية ادعى أنه يعرف خط الجن، فإنه ذكر (٢) عن بعض أصحابه ممن يعتقد ويجزم بثقته وصدقه، وهو من أصحاب القطب الدسوقي ، أن شيخه المذكور كتب إليه جوابا من القبر بعد وفاته، قال ابن تيمية: وأطلعني على الكتاب المذكور، فإذا هو بخط الجن، وأنا أعرف خط الجن.

وكذب ابن تيمية فيما قال، فلا الكتاب بخط الجن، ولا هو يعرف خط الجن، وإنما ذلك كرامة لأولياء الله تعالى. وابن تيمية ممن يستحل الكذب في نصرة هواه وتدعيم رأيه ومزاعمه، كما جربناه عليه.

وقد سبق في آية ﴿لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً﴾ أن الراوي قال: فرجع الكسكاس، فإذا جوابه بخط طري لم ييبس: وعليكم السلام ورحمة الله … إلخ ما سبق.

والمقصود تأييد كتابة الجن وتصنيف شمهروش، فنرويه بأسانيدنا إليه، وإن كنا لا نعلم مما فيه إلا القليل.

الثالثة: قال البجمعوي أيضا بعدما سبق عنه ما نصه: فلا محالة إذا أن شيخ الشيخ التاودي لا يغفل الإسناد عنه، فتكون الوسائط بيني وبين رسول الله أربعةً، إذ عهدتي الفهامة أبو العباس الشيخ أحمد الدكالي الفرجي أخذ عن السيد أحمد ابن التاودي المذكور، عن والده، عن شمهروش عنه سماعا -، بكل مروياته سندا عاليا فلا نشك، بل تُمكن الرواية به سائر كتب الإسلام، إذ


(١) «فهرسة محمد بن الحسن الحجوي» ص ٧٣.
(٢) كما في «مجموع فتاوى ابن تيمية» ١٣/ ٩٤.

<<  <   >  >>