كالشمس، فالظن بل العلم منا قاض بصدق الشيخ في ذلك، فاستفد ذلك فإنه مما ينبغي أن يُحرص على استفادته. اهـ
قلتُ: ثم ذكر عن غيره مثل مقالة ابن حجر فلترجع إليها في محلها من هذا المؤلف العجيب، وحاصله أنه يروي عنهم تبركا، أو تقييدا لمروياته من غير اعتبار لصحتها أو ضعفها أو بطلانها، كحال أصحاب الكتب المسندة الذين جمعوا فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع وما لا أصل له، كالطبراني في معاجمه الثلاثة، والبغدادي في تاريخه وابن عساكر في تاريخه والديلمي في فردوسه والحكيم الترمذي في نوادره وغيرهم.
• قدّم الحافظ أحمد بن الصديق في كتابه «مسند الجن» بمقدمة تضمنت فوائد جليلة ونقولات عزيزةً نفيسة، مرتبطة بعلاقة الإنس بالجن وإمكانية الاجتماع بهم والسماع منهم ورؤيتهم متطورين في أشخاص أخرى غير صورهم وذكر من روى عنهم أو ادعى ذلك أو ادعِيَ له، وغير ذلك مما لا تجده في غير هذا التأليف العجيب.
وعلى عادة الحافظ أحمد بن الصديق في كل كتبه، فإنه لم يُخْل كتابه من نقد لبعض المرويات والنقولات وتصحيح لبعض الأوهام واستئثار ببعض الآراء ولو خالفت ما عليه السابق واللاحق، وهذا مستفاد قراءة كتب أهل الاجتهاد، حيث إنه لا تخلو تأليفهم من جديد وابتكار، ومثال ذلك استدراكه على الإمام السهيلي في «روض الأنف» الذي حاول أن يرجح رواية على أخرى فقال يتعقبه: «قلت: إنما تعضّده لو اختلف المخرج وروى كل واحد لفظة في قصة غير قصة الآخر، أما مع اتحاد المخرج والقصة فأحد اللفظين وهم ولا بد.» اهـ
ومنها أيضا تغليطه لبعض الرواة في بعض ألفاظ الحديث كما في قوله:«قلت: قوله: «حتى بلغنا أعلى مكة» غلط من بعض رواته، وقد يكون ذلك من يحيى بن يعلى الأسلمي، فقد ضُعف ووصف حديثه بالاضطراب». اه الخ ما في الكتاب من