للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسألة (١)

اختلفوا فى جواز تأخير الخصوص فى العموم.

فقالت الحنفية: دليل الخصوص إذا اقترن بالعموم كان بيانًا، وإن تأخر لم يكن بيانًا بل نسخًا.

وقال أصحابنا: هو بيان سواء اتصل بالعموم أم انفصل عنه (٢).

قال شمس الأئمة السرخسى: وهذا الخلاف ينبنى على أصل آخر، وهو أن دلالة العام على أفراده قطعية عندنا، وعنده ظنية، فيكون دليل الخصوص على مذهب الشافعى فيها بيان التفسير لا بيان التغيير، فيصح موصولًا ومفصولًا،


(١) لم أر من تناول هذه المسألة مستقلة عن مسألة بناء العام على الخاص غير إمام الحرمين فى البرهان، والمؤلف هنا، وغيرهما من الأصوليين يجعلها صورة من صور بناء العام على الخاص. فإذا علم ذلك تراجع المسألة فى: المعتمد ١/ ٢٧٦، التبصرة ص ١٥١ - ١٥٣، اللمع ص ٢٠، العدة ٢/ ٦١٥، البرهان ١/ ٤٠٣، المستصفى ٢/ ٣٣، أصول السرخسى ١/ ١٤٧، المحصول ١/ ٣/ ١٦١، المنتهى لابن الحاجب ص ٩٥، العضد على ابن الحاجب ٢/ ١٤٧، شرح الكوكب ٣/ ٣٨٢، البحر المحيط ٣/ ٢٥٦، حاشية البنانى ٢/ ٤١، المسودة ص ١٣٤، البرهان ٢/ ١١٩٠، فواتح الرحموت ١/ ٣٤٥، إرشاد الفحول ص ١٦٣، نشر البنود ١/ ٢٦٣، والإبهاج ٢/ ١٧٩.
(٢) خلاصة المسألة أنه إذا تعارض العام والخاص، وتأخر الخاص عن وقت العمل، وعمل يالعام قبل وجود الخاص، كان الخاص ناسخًا للعام باتفاق بالنسبة إِلى ما تعارضا فيه، ولا يكون مخصصًا، لأن التخصيص بيان، وتأخير البيان عن وقت العمل ممتنع، أما إن تأخر الخاص عن الخطاب بالعام دون العمل أو تأخر العام عن الخاص مطلقًا أو تقارنا بأن عقب أحدهما الآخر أو جهل تاريخهما فالقول الراجح حينئذ: هو حمل العام على الخاص بمعنى أن الخاص يخصص العام.
وانظر الأقوال وأدلتها فى الكتب السابقة.

<<  <   >  >>