للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مسألة]

هل بين اللفظ ومدلوله مناسبة (١) طبيعية؟ فيه خلاف.

ذهب الأكثرون إلى أنه ليس بينهما مناسبة.

وذهب عباد بن سليمان الصيمرى (٢) إلى المناسبة، ووافقه جماعة (٣) من أرباب تكسير الحروف.

ومنشأ الخلاف أنه هل وقع فى كلامهم اللفظ الواحد الموضوع للشىء وضده. فذهب ثعلب وجماعة من أهل اللغة إلى إنكار التضاد، وصنف الزجاج فى ذلك مصنفًا، والأكثرون على أن اللفظة الواحدة للشىء وضده كالقشيب للخلق والجديد، والسدفة للضوء والظلمة، والجون للأسود والأبيض، والقرء للحيض والطهر.


(١) انظر المسألة فى: الإحكام للآمدى ١/ ١٠٤، العضد على ابن الحاجب ١/ ١٩٢، المحلى حاشية البنانى ١/ ٢٦٥، المسودة ص ٥٦٣، المزهر ١/ ٤٧، المحصول ١/ ١/ ٢٤٣، الخصائص ٢/ ١٥٢، شرح الكوكب ١/ ٢٩٣، فواتح الرحموت ١/ ١٨٤، التمهيد للأسنوى ص ١٣٨، والبحر المحيط للمؤلف ١/ ٢٩٨، وقارنه بما هنا.
(٢) هو عباد بن سليمان بن على، أبو سهل المعتزلى؛ من أهل البصرة، خرج عن الاعتزال إلى حد الكفر والزندقة، أخذ عن هشام. بن عمرو الفوطى.
توفى فى حدود عام ٢٥٠ هـ.
فرق وطبقات المعتزلة للقاضى عبد الجبار ص ٨٣، الفهرست لابن النديم ص ٢١٥، وحاشية البنانى على جمع الجوامع ١/ ٢٦٥.
(٣) ذكر المؤلف -رحمه اللَّه- فى البحر المحيط: أنهم زعموا أن للحروف طبائع فى طبقات من حرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة تناسب أن يوضع لكل مسمى ما يناسبه من طبيعة تلك الحروف لتطابق لفظه ومعناه، وكذا يزعم المنجمون أن حروف اسم الشخص مع اسم أمه واسم أبيه تدل على أحواله مدة حياته لما بينهما من المناسبة.
انظره ١/ ٢٩٩، والإحكام للآمدى ١/ ١٠٤.
والذى يفهم من كلام المؤلف فى البحر: أنهم طبائعيون.

<<  <   >  >>