لكن هل يشمل ذلك التفكر في معاني الآيات التي يتلوها؟ لا يبعد ذلك؛ لأن غرضه نقص خشوعه وإخلاصه بأي وجه كان. انتهى.
قال الجامع: وفي جعله التفكر في معاني الآيات التي يقرؤها ونحو ذلك من هذا القسم الذي هو من وسوسة الشيطان نظر، إذ هو
من مقاصد الصلاة؛ لأن ذلك يحمله على الخشوع والإخلاص. فتنبه. والله أعلم.
(حتى يظل المرء إِن يدري كم صلى) غاية لوسوسة الشيطان، أي أنه يوسوس للرجل حتى يصير لا يدري كم صلى من الركعات، أثلاثًا، أم أربعًا.
و"يظل" بالظاء المشالة المفتوحة- ومعنى "يظل" في الأصل اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارًا، لكنها هنا بمعنى يصير، كما في قوله تعالى:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}[النحل: ٥٨] وقيل: معناه يبقى ويدوم.
وأشار بعضهم إلى أنه وقع في إحدى نسخ النظامية، وهي رواية الأصيلي في صحيح البخاري "حتى يضل" بكسر -الضاد المعجمة- من باب ضرب، من الضلال، أي ينسى، ومنه قوله تعالى:{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا}[البقرة: ٢٨٢] أو بفتحها من باب تعب، أي يخطئ، ومنه قوله تعالى:{لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}[طه: ٥٢]، والمشهور الأول. أفاده في "الفتح".
وقال في "الطرح": المشهور في الرواية "حتى يظل الرجل إن يَدْرِي كم صلى" -بفتح الظاء من يظل"، وكسر "إن"، فيظل إحدى