للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٣ - ضَمَّةُ القَبْرِ، وَضَغْطَتُهُ

قال الجامع - عفا اللَّه تعالى عنه -: "الضغطة" بفتح الضاد المعجمة، وسكون الغين المعجمة، قال في "المصباح": ضَغَطَه، ضَغْطًا، من باب نفِع: زَحَمَه إلى حائط، وعصَرَه، ومنه: ضغطة القبر؛ لأنه يَضِيق على الميت، والضُّغْطَة بالضمّ الشدّة انتهى.

قيل: والمراد بضغطة القبر التقاء جانبيه على جسد الميت. وقال النسفيّ في "بحر الكلام": المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر، ويكون له ضغطة القبر، فيجد هول ذلك، وخوفه؛ لما أنه تنعّم بنعمة اللَّه، ولم يشكر النعمة. ورَوى ابن أبي الدنيا عن محمد التيميّ قال: كان يقال (١): إن ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم، ومنها خُلقوا، فغابوا عنها الغيبة الويلة، فلما رُدّ إليها أولادها ضمّتهم ضمة الوالدة غاب عنها ولدها، ثم قَدِم عليها، فمَن كان للَّه مطيعًا ضمًته برأفة ورفق، ومن كان عاصيًا ضمّته بعنف سخطا منها عليه لربها انتهى (٢). واللَّه تعالى أعلم بالصواب.

٢٠٥٥ - أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ, قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ, عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ, عَنْ نَافِعٍ, عَنِ ابْنِ عُمَرَ, عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى اللَّه عليه وسلم -, قَالَ: «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ, وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ, وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا, مِنَ الْمَلَائِكَةِ, لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً, ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ».

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (إسحاق بن إبراهيم) ابن راهويه الإمام الحجة [١٠] ٢/ ٢.

٢ - (عمرو بن محمد العَنْقَرْيّ) أبو سعيد الكوفيّ، ثقة [٩] ٦٠/ ١٧٨٢.

٣ - (ابن إدريس) هو: عبد اللَّه الأوديّ الكوفيّ، ثقة فقيه عابد [٨] ٨٥/ ١٠٢.

٤ - (عبيد اللَّه) بن عمر العمريّ المدني، ثقة ثبت [٥] ١٥/ ١٥.

٥ - (نافع) مولى ابن عمر المدني الفقيه، ثقة ثبت [٣] ١٢/ ١٢.

٦ - (ابن عمر) عبد اللَّه - رضي اللَّه عنهما - ١٢/ ١٢. واللَّه تعالى أعلم.

لطائف هذا الإسناد:

(منها): أنه من سداسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعي. (ومنها): أن فيه ابن عمر -رضي اللَّه


(١) هذا الذي نُقِلَ عن محمد التيمي يحتاج إلى دليل صحيح، وأين هو؟ واللَّه تعالى أعلم.
(٢) - راجع "زهر الربى" ج٤ ص ٢٠١ - ١٠٣.