"فانطلق إلى حائط أبي طلحة". اهـ فتح ج ١ ص ٦٦٣ ط دار الريان.
وقال العلامة العيني رحمه الله: ويؤيد هذا يعني رواية الخاءَ- ما رواه ابن خزيمة في صحيحه من حديث أبي هريرة "أن ثمامة أسر، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغدو إليه فيقول: ما عندك يا ثمامة؟ فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تمن تمن على شاكر، وإن ترد المال نعطك منه ما شئت، وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبون الفداء، ويقولون: ما نصنع بقتل هذا؟، فمر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فأسلم، فحله، وبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل، فاغتسل، وصلى ركعتين، فقال: - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حسن إسلام أخيكم" وبهذا اللفظ أخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه، وأخرجه البزار أيضا بهذا الطريق، وفيه: "فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل بماء وسدر" وفي بعض الروايات: "أن ثمامة ذهب إلى المصانع، فغسل ثيابه،
واغتسل"، وفي تاريخ البر في "فأمره أن يقوم بين أبي بكر، وعمر فيعلمانه" اهـ عمدة القاري ج ٤ ص ٢٣٧.
(قريب من المسجد) النبوي (فاغتسل) ظاهره أنه فعل ذلك من غير أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -، لكن الروايات المتقدمة تبين المراد منه، وهو أن اغتساله بأمره - صلى الله عليه وسلم - (ثم) بعد اغتساله (دخل المسجد) النبوي (فقال: أشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده، ورسوله) تقدم الكلام على معنى الشهادتين وإعرابهما في -١٠٩/ ١٤٨ - مستوفى، فارجع إليه (يا محمد) ناداه بإسمه لكونه لا يعلم النهي عنه، أو قبل النهي (والله ما كان على وجه الأرض وجه) اسم كان، والجار والمجرور صفة مقدمة على موصوف نكرة، فيعرب حالا، كما هو القاعدة في نعت النكرة إذا قدم يعرب حالا منها، كما في قوله (من مَجْزُوِّ الوافر):