(أبغض الي) خبر "كان"(من وجهك) متعلق بأبغض، وهذا إخبار منه بما كان عليه من عدواة النبي - صلى الله عليه وسلم - (فقد أصبح وجهك أحب الوجوه) بنصب أحب خبرًا لأصبح (كلها) بالجر تأكيد للوجوه (إلي) متعلق بأحب، وهذا إخبار منه لحالته التي هو عليها بعد هداية الله له، فقد انقلبت تلك العداوة إلى الصداقة والمحبة بسبب العفو والحلم منه - صلى الله عليه وسلم -، وشرح الله صدره للإسلام.
(وإن خيلك) أي فُرسانك، قال ابن منظور رحمه الله: والخيل: الفُرسان، وفي المحكم: جماعة الأفراس، لا واحد له من لفظه. قال أبو عبيدة: واحدها خائل، لأنه يختال في مشيته، قال ابن سيده: وليس هذا بمعروف، وفي التنزيل العزيز:{وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ}[الإسراء: ٦٤] أي بفرسانك ورجالتك والخيل: الخيول، وفي التنزيل العزيز:{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا}[النحل: ٨].
وفي الحديث:"يا خيل الله اركبي"، قال ابن الأثير: هذا على حذف المضاف، أراد يا فرسان خيل الله اركبي، وهذا من أحسن المجازات وألطفها. اهـ لسان ج ٢ ص ١٣٠٧.
قال الجامع: الأحسن تفسير الخيل في حديث الباب، وحديث "يا خيل الله اركبي" بالفرسان، أي أن فرسانك (أخدتني) أي أسرتني (وأنا أريد العمرة) جملة حالية من المفعول به.
وقد ذكر ابن اسحاق رحمه الله السَّرِّية التي أخذته، فقال:
السرية التي أخذت ثمامة كان أميرها محمد بن مسلمة أرسله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين راكبًا إلى القُرَطَاء من بني أبي بكر بن كلاب بناحية ضَريَّة بالبكرات لعشر ليال خلون من المحرم سنة ست، وعند ابن سعد على رأس تسعة وخمسين شهرا من الهجرة، وكانت غيبته بها تسع عشرة ليلة، وقدم