للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

"مستخرج الإسماعيلي"، منْ طريق ابن علية، وكذا ذكرها عُمارة بن القعقاع، ووقع مثل ذلك فِي حديث عمر -رضي الله عنه-، ففي رواية كهمس -يعني رواية النسائيّ هنا- ذكر الولادة والتطاول فقط، ووافقه عثمان بن غياث، وفي رواية سليمان التيمي ذكر الثلاثة، ووافقه عطاء الخراساني، وكذا ذُكِرت فِي حديث ابن عباس، وأبي عامر -رضي الله عنهم-. انتهى "فتح" ١/ ١٦٦ - ١٦٧. وسيأتي اختلاف العلماء فِي معنى "أن تلد الأمة ربتها" فِي المسألة الخامسة، إن شاء الله تعالى.

(وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ) بالضم: جمع حاف، وهو الذي لا يلبس فِي رجله شيئا (الْعُرَاةَ) بالضمّ أيضًا: جمعه عار: وهو الذي لا يلبس عَلَى جسده ثوبًا (الْعَالَةَ) بتخفيف اللام: جمع عائل، وهو الفقير، والعيلة: الفقر، يقال: عال الرجل يَعِيل عَيْلةً: إذا افتقر، وأعال يُعيل: إذا كثُر عياله (رِعَاءَ الشَّاءِ) بالكسر: جمع راع، وأصل الرعي: الحفظ، و"الشاء": جمع شاة، وهو منْ الجمع الذي يفرّق بينه وبين واحده بالهاء، وهو كثير فيما كَانَ خِلْقةً لله تعالى، كشجرة وشجر، وثمرة وثمر، وإنما خصّ رعاء الشاء بالذكر؛ لأنهم أضعف أهل البادية. قاله فِي "المفهم" ١/ ١٥.

وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- الآتي: "إذا رأيت الرعاء البهم"، وعند البخاريّ: "وإذا تطاول رعاة الإبل البهم".

قَالَ فِي "الفتح": قوله: "تطاول": أي تفاخروا فِي تطويل البنيان، وتكاثروا به. قوله: "رعاة الإبل": هو بضم الراء جمع راع، كقضاة وقاض. و"البهم": بضم الموحدة، ووقع فِي رواية الأصيلي بفتحها، ولا يتجه مع ذكر الإبل، وإنما يتجه مع ذكر الشياه، أو مع عدم الإضافة، كما فِي رواية مسلم: "رعاء البهم"، وميم "البهم" فِي رواية البخاريّ، يجوز ضمها عَلَى أنه صفة "الرعاة"، ويجوز الكسر عَلَى أنها صفة "الإبل"، يعني الإبل السُّود، وقيل: إنها شر الألوان عندهم، وخيرها الْحُمْر التي ضرب بها المثل، فقيل: "خير منْ حُمر النَّعَم"، ووصف الرعاة بالبهم: إما لأنهم مجهولو الأنساب، ومنه أُبهِم الأمر، فهو مبهم: إذا لم تعرف حقيقته. انتهى.

وَقَالَ القرطبيّ و"البهم" بفتح الباء-: جمع بهيمة، وأصلها صغار الضأن والمعز، وَقَدْ يختصّ بالمعز، وأصله منْ استبهم عن الكلام، ومنه البهيمة. ووقع فِي البخاريّ: "رعاة الإبل البهم" -بضم الباء-: جمع أبهم، وهو الأسود الذي لا يُخالطه لون آخر، وقُيّدت ميم البهم بالكسر، والضمّ، فمن كسرها جعلها صفة للإبل، ومن رفعها جعلها صفة للرعاء. وقيل: معناه لا شيء لهم، كقوله -صلى الله عليه وسلم-: "يُحشَر النَّاس حُفاة، عُراة، بهُما"، قَالَ: وهذا التأويل فيه نظر، لاْنه قد نسب له إبلاً، وظاهرها الملك. وَقَالَ الخطّابيّ: هو