للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن عبد الله الفرغاني قال سمعت مؤملا المغابي يقول كنت أصحب محمد بن السمين فسافرت معه ما بين تكريت والموصل فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب منا فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على وجهي وهممت أن أبادر فأفر فضبطني وقال يا مؤمل التوكل ههنا ليس في المسجد الجامع.

قال المصنف : قلت لا أشك في أن التوكل يظهر أثره في المتوكل عند الشدائد ولكن ليس من شروطه الاستسلام للسبع فإنه لا يجوز.

أخبرنا عمر بن ظفر نا ابن السراج نا عبد العزيز بن علي الأزجي نا ابن جهضم ثنا إبراهيم بن أحمد بن علي العطار قال له الخواص حدثني بعض المشايخ أنه قيل لعلي الرازي ما لنا لا نراك مع أبي طالب الجرجاني قال خرجنا في سياحة فنمنا في موضع فيه سباع فلما نظر إلي رآني لم أنم طردني وقال لا تصحبني بعد هذا اليوم.

قال المصنف : لقد تعدى هذا الرجل إذ أراد من صاحبه أن يغير ما طبع عليه وليس ذلك في قدرته ولا في وسعه ولا يطالبه بمثله الشرع وما قدر على هذه الحالة موسى حين هرب من الحية فهذا كله مبناه على الجهل.

أخبرنا ابن ظفر نا ابن السراج نا الأزجي ثنا بن جهضم قال سمعت الخلدي يقول سمعت إبراهيم الخواص يقول سمعت حسنا أخا سنان يقول كنت أسلك طريق مكة فتدخل

في رجلي الشوكة فيمنعني ما أعتقده من التوكل أن أخرجها من رجلي فأدلك رجلي على الأرض وامشي.

أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني نا سهل بن على الحساب نا عبد الله بن علي السراج قال سمعت أحمد بن علي الوجدي يقول حج الدينوري اثنتي عشرة حجة حافيا مكشوف الرأس وكان إذا دخل في رجله شوك يمسح رجله في الأرض ويمشي ولا يتطاطئ إلى الأرض من صحة توكله.

قال المصنف قلت انظروا إلى ما يصنع الجهل بأهله وليس من

<<  <   >  >>