للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أو أنثى فقد كفر والمكرمية (١) قالوا ليس لأحد أن يمس أحدا لأنه لا يعرف الطاهر من النجس ولا أن يؤاكله حتى يتوب ويغتسل والكنزية قالوا لا ينبغي لأحد أن يعطي ماله أحدا لأنه ربما لم يكن مستحقا بل يكنزه في الأرض حتى يظهر أهل الحق والشمراخية قالوا لا بأس بمس النساء الأجانب لأنهن رياحين والأخنسية (٢) قالوا لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر والمحكمية قالوا إن من حاكم إلى مخلوق فهو كافر والمعتزلة من الحرورية قالوا اشتبه علينا أمر علي ومعاوية فنحن نتبرأ من الفريقين والميمونية (٣) قالوا لا إمام إلا برضا أهل محبتنا.

وانقسمت القدرية اثنتي عشرة فرقة الأحمرية وهي التي زعمت أن شرط العدل من الله أن يملك عباده أمورهم ويحول بينهم وبين معاصيهم والثنوية وهي التي زعمت أن الخير من الله والشر من إبليس والمعتزلة هم الذين قالوا بخلق القرآن وجحدوا الرؤية والكيسانية (٤) هم الذين قالوا لا ندري هذه الأفعال من الله أم من العباد ولا نعلم أيثاب الناس بعد الموت أو يعاقبون والشيطانية (٥) قالوا إن الله لم يخلق شيطانا والشريكية قالوا إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر والوهمية قالوا ليس لأفعال الخلق وكلامهم ذات ولا للحسنة والسيئة ذات والراوندية قالوا كل كتاب أنزل من الله فالعمل به حق ناسخا كان أو منسوخا والبترية (٦)

زعموا أن من عصى ثم تاب لم تقبل توبته والناكثية زعموا أن من نكث بيعة رسول الله فلا إثم عليه والقاسطية فضلوا طلب الدنيا على الزهد فيها


(١) وهم أتباع مكرم بن عبد الله العجلي ويقول تارك الصلاة كافر لا من أجل ترك الصلاة ولكن لجهله بالله تعالى وطرد هذا في كل كبيرة يرتكبها الإنسان.
(٢) أتباع رجل منهم كان يعرف بالأخنس.
(٣) وهم أتباع ميمون بن خالد يجيزون نكاح البنات وبنات أولاد الإخوة.
(٤) أصحاب كيسان مولى أمير المؤمنين علي وقيل تلميذ ابن الحنفية.
(٥) هم أتباع محمد بن النعمان الرافضي الملقب بشيطان الطاق.
(٦) هم أتباع رجلين الحسن بن صالح بن حي وكثير المنوي الملقب بالأبتر.

<<  <   >  >>