للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نعرف الافتراق وأصول الفرق (١) وإن كل طائفة من الفرق قد انقسمت إلى فرق وإن لم نحط بأسماء تلك الفرق ومذاهبها وقد ظهر لنا من أصول الفرق الحرورية (٢) والقدرية والجهمية والمرجئة والرافضة والجبرية وقد قال بعض أهل العلم أصل الفرق الضالة هذه الفرق الست وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة فصارت اثنتين وسبعين فرقة.

وانقسمت الحرورية اثنتي عشرة فرقة فأولهم الأزرقية (٣) قالوا لا نعلم أحدا مؤمنا

وكفروا أهل القبلة إلا من دان بقولهم والأباضية (٤) قالوا من أخذ بقولنا فهو مؤمن ومن أعرض عنه فهو منافق والثعلبية (٥) قالوا إن الله لم يقض ولم يقدر والحازمية (٦) قالوا ما ندري ما الإيمان والخلق كلهم معذورون والخلفية (٧)


(١) اعلم أن العلماء اختلفوا في أصول هذه الفرق وتعيينها على أقوال: الأول أن أصولها أربعة وهي الخوارج والقدرية والروافض والمرجئة ثم تشعبت كل فرقة إلى ثماني عشرة فرقة والثالثة والسبعون الناجية: الثاني أنها ثمانية المعتزلة والخوارج والمرجئة والنجارية والجبرية والمشبهة والشيعة والناجية فافترقت المعتزلة عشرين فرقة والخوارج عشرين أيضا والمرجئة خمسا والنجارية ثلاثا والجبرية واحدة وكذلك المشبهة والشيعة ثنتين وعشرين فرقة والقول الثالث ما ذهب إليه المصنف من أنها ست ومن أراد تفاصيل ذلك فعليه بالاعتصام والمواقف وهذا التقسيم بحسب الظن والتكلف في مطابقة ما ذكر للحديث الصحيح إذ ليس هناك دليل شرعي يفيد ذلك ولا دل العقل على انحصار ما ذكر في ذلك العدد من غير زيادة ولا نقصان وبذلك تعلم ما في كلام المصنف من المخالفة لغيره في عدد الفرق وتسميتها بأسماء لم توجد في كتاب.
(٢) هم الذين خرجوا على علي وانحازوا إلى حروراء وهم يومئذ اثنا عشر ألفا وعبد الله بن كوا حينئذ زعيمهم.
(٣) نسبة إلى أبي راشد نافع بن الأزرق ولم يكن للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد شوكة منهم وبعهم ثمانية.
(٤) نسبة إلى عبد الله بن أباض.
(٥) نسبة إلى ثعلبة بن مشكان.
(٦) وهم أصحاب حازم بن علي.
(٧) وهم أصحاب خلف الخارجي الذي قاتل حمزة الخارجي.

<<  <   >  >>