للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ما الجواب عن حديث الواهبة، حيث قال الجصاص: ولم يسألها هل لها ولي أم لا؟ ولم يشترط الولي في جواز عقدها؟

الجواب: إنها قد وكلت النبي -صلى الله عليه وسلم- في تزويجها، ويدل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم- (زوجناكها بما معك من القرآن) فترجم البخاري لهذا الحديث وقال: باب السلطان ولي، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: زوجناكها بما معك من القرآن.

قال الحافظ: وقد ورد التصريح بأن السلطان ولي في حديث عائشة المرفوع (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل … ).

وقال ابن القيم: فإن الواهبة كانت تحل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جعلت أمرها إليه، فزوجها بالولاية.

• ما الحكمة من اشتراط الولي؟

جاء في روضة الناظر وجنة المناظر (١/ ٤٧٩) " … الضرب الثاني: ما يقع موقع التحسين والتزيين، ورعاية حسن المناهج في العبادات والمعاملات، كاعتبار الولي في النكاح؛ صيانة للمرأة عن مباشرة العقد؛ لكونه مشعرًا بتوقان نفسها إلى الرجال، فلا يليق ذلك بالمروءة، ففوض ذلك إلى الولي؛ حملًا للخلق على أحسن المناهج.

وفي هذه المسألة بعينها يقول السبكي رحمه الله … لأن الأليق بمحاسن العادات استحياء النساء عن مباشرة العقد؛ لأن ذلك يشعر بتوقان نفسها إلى الرجال، وذلك غير لائق بالمروءة، ففوضه الشرع إلى الولي حملاً للخلق على أحسن المناهج.

• ما شروط الولي؟

أن يكون مكلفاً (بالغاً عاقلاً): لأن غير المكلف يحتاج من يتولى أمره فكيف يتولى أمر غيره.

قال ابن قدامة: وأما العقل فلا خلاف في اعتباره.

أن يكون ذكراً: فالمرأة لا تكون ولية في النكاح، لأنها هي بحاجة إلى ولي فكيف تتولى أمر غيرها.

أن يكون رشيداً: وهو معرفة الكفء ومصالح النكاح.

الأمانة: أي ائتمان الولي على موليته، فلا يزوجها إلا بكفء.

اتفاق الدين: فلا يكون الكافر ولياً في النكاح. كما قال تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض). لكن لو كان الولي مسلماً وابنته كافرة فإنه يعقد لها، والسبب: لأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه

• من هو الولي؟

وولي المرأة هو: أبوها، ثم أبوه، ثم ابنها ثم ابنه (هذا إن كان لها ولد)، ثم أخوها لأبيها وأمها، ثم أخوها لأبيها فقط، ثم أبناؤهما، ثم العمومة، ثم أبناؤهم، ثم عمومة الأب، ثم السلطان.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: جهات الولاية في عقد النكاح خمس، أبوة، ثم بنوة، ثم أخوة، ثم عمومة، ثم ولاء، فإن كانوا في جهة واحدة قدم الأقرب منزلة، والأقرب هو الذي يجتمع مع الآخر قبل المحجوب، فمن بينه وبين الجد ثلاثة أقرب ممن بينه وبين الجد أربعة، وهلم جرّاً، فإن كانوا في منزلة واحدة فالأقوى، فأخ شقيق وأخ لأب، الولي الأخ الشقيق. (الشرح الممتع).

<<  <  ج: ص:  >  >>