قال الشافعي: من وعظ أخاه سراً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه.
يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد وعظوه سراً.
قال بعضهم: من وعظ أخاه فيما بينه وبينه فهي نصيحة ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه.
قال الشاعر:
تغمدني بنصحك في انفرادي … وجنّبي النصيحة في الجماعة
فإن النصحَ بين الناسِ نوعٌ … من التوبيخِ لا أرضى استماعه
رابعاً: أن يكون النصح بلطف وأدب ورفق ولا يثقل على الناصح ولا يكثر عليه.
كما جاء في الحديث عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه).
خامساً: اختيار الوقت المناسب للنصيحة
اذكر بعض الفوائد العامة من الحديث؟
هذا الحديث يفيد بعمومه ورواياته أنه يجب أن ينصح المسلم لأخيه المسلم في جميع جوانب الحياة وليس في جانب واحد بل دنيا وأخرى.
وجرير بن عبد الله قد بايع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم، قد طبق ذلك:
فقد ذكر النووي في شرح مسلم: أن جريراً أمر مولاه أن يشتري له فرساً، فاشترى له فرساً بثلاثمائة درهم وجاء به وبصاحبه لينقده الثمن، فقال جرير لصاحب الفرس: فرسك خير من ثلاثمائة درهم، أتبيعه بأربعمائة درهم؟ قال: ذلك إليك يا أبا عبد الله. فقال: فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة درهم؟ ثم لم يزل يزيد مائة فمائة وصاحبه يرضى وجرير يقول فرسك خير إلى أن بلغ ثمانمائة درهم فاشتراه بها. فقيل له بذلك فقال: إني بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على النصح لكل مسلم.