للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم فى سنة خمس وعشرين استقر بنو المنجى بالتدريس بها بحكم أن نظرها لهم، ثم بنت له الصاحبة ربيعة خاتون مدرسة بالجبل وهى المعروفة بالصاحبية. فدرس بها سنة ثمان وعشرين. وكان يوما مشهودا. وحضرت الواقفة من وراء ستر.

وانتهت إليه رئاسة المذهب بعد الشيخ موفق الدين. وكان يساميه فى حياته.

قال ناصح الدين: وكنت قدمت من أربل سنة وفاة الشيخ الموفق، فقال لى: قد سررت بقدومك، مخافة أن أموت وأنت غائب، فيقع وهن فى المذهب، وخلف بين أصحابنا.

وقد وقع مرات بين الناصح والشيخ الموفق اختلاف فى فتوى فى السماع المحدث، أجاب فيها الشيخ الموفق بإنكاره. فكتب الناصح بعده ما مضمونه «الغناء كالشعر، فيه مذموم وممدوح، فما قصد به ترويح النفوس، وتفريح الهموم، وتفريغ القلوب لسماع موعظة، وتحريك لتذكرة: فلا بأس به. وهو حسن» وذكر أحاديث فى تغنى جويريات الأنصار، وفى الغناء فى الأعراس، وأحاديث فى الحداء «وأما الشبابة: فقد سمعها جماعة ممن لا يحسن القدح فيهم من مشايخ الصوفية وأهل العلم، وامتنع من حضورها الأكثر. وأما كونها أشد تحريما وأعظم إثما من سائر الملاهى: فهذا قول لا يوافق عليه. وكيف يجعل المختلف فيه كالمتفق عليه؟ وكون النبى صلّى الله عليه وسلم سدّ أذنيه منها: مشترك الدلالة، لأنه لم ينه ابن عمر رضى الله عنهما عن سماعها» وأعجب من استدلال الفقيه الموفق لذلك. قوله «ولا يجب عليه سد أذنيه لغيرها من الملاهى» فيشعر ذلك بجواز سماع الملاهى. ثم قد بالغ فى تحريم ذلك، وضم فاعله إلى حكم الكفر بالله تعالى، وأوهم بما ذكر من الآيات: أن هذا السماع يخرج عن الإسلام، وهذا من الغلو، فكان غلوه فى الجواب أشد خطرا من غلو المذكورين فى السؤال، وأما اجتماع الرجال والنساء فى مجلس: فلم يذكر فى السؤال. وهو محرم إذا كان فى غير معروف، فإن كان فى صلاة جمعة أو جماعة، أو سماع موعظة، أو التقاء فى

<<  <  ج: ص:  >  >>