فى الجبل خمسة من الصّالحين - أو قال: من الأولياء - فسمى منهم الإمام إبراهيم بن عبد الواحد.
أحمد بن سالم - هذا - مرداوى كان عالما عاملا، ذا كرامات كثيرة، ذكرها أيضا فى هذا الكتاب.
قال: وحدثنى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار: أن زوجته عائشة بنت خلف بن راجح، حدثته: أنها رأت فى النوم قائلا يقول: قولوا للعماد يدعو لكم، فإنه من السبعة التى تقوم بهم الأرض.
وقد ذكره أبو المظفر سبط ابن الجوزى فى تاريخه، وأثنى عليه ثناء كثيرا.
وقال: ما تحرك بحركة، ولا مشى خطوة، ولا تكلم كلمة إلا لله تعالى. وكان يتعبد بالإخلاص، ولقد رأيته مرارا فى الحلقة بجامع دمشق، والخطيب يوم الجمعة على المنبر، فيقوم ويأخذ الإبريق ويضع بلبلته على فيه، على رءوس الأشهاد، ويوهم الناس أنه يشرب، وإنه لصائم.
قال: وكان يحضر مجالسى دائما بجامع دمشق وقاسيون، ويقول: صلاح الدين يوسف فتح الساحل، وأظهر الإسلام، وأنت يوسف، أحييت السنة بالشام.
يشير بذلك إلى ما ذكره أبو المظفر على المنبر من كلام جده فى إمرار الصفات وإثباتها.
وقال أبو شامة: هو الذى سن الجماعة فى الصلوات المقضية. فكان يصلى بالجماعة بحلقتهم، بين المغرب والعشاء ما قدره الله تعالى. وبقى ذلك بعده مدة.
وذكره أبو محمد البزورى الواعظ، فى طبقات أصحاب ابن المنى فى سيرته. وأثنى عليه كثيرا. وكذلك أبو محمد عبد الرزاق الرسعني فى تفسيره: يذكره كثيرا.
ويثنى عليه ويعظمه. ويذكر من فوائده وكلامه.
قال الضياء: توفى رحمه الله. ليلة الخميس. وقت عشاء الآخرة، السادس عشر من ذى القعدة سنة أربع عشرة وستمائة. وقال المنذرى: السابع عشر.