للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فمنها ما قال: سمعت نصر بن رضوان بن ثروان العدوى يقول: لما كان الحافظ يجلس فى الجامع بعد العصر، كان المنبر الذى يجلس عليه فيه قصر. وكان الناس يشرفون إليه، فخطر فى نفسى لو كان يرفع قليلا. وكان الحافظ على المنبر يقرأ فى جزء، فترك القراءة، فقال بعض الإخوان: نشتهى أن يعلى هذا المنبر قليلا، فلما كان الغد زاد بعض الجماعة فى رجل المنبر قليلا.

قال: وسمعت الحافظ أبا موسى بن الحافظ قال: كنت عند والدى، وهو يذكر فضائل سفيان الثورى، فقلت فى نفسى: إن والدى مثله، فالتفت إلىّ وقال:

أين نحن من أولئك؟.

وسمعت أبا موسى أيضا يحدث عن رجل بدمياط قال: كنت يوما عند الحافظ، فقلت فى نفسى: كنت أشتهى لو أن الحافظ يعطينى الثوب الذى يلى جسده حتى أكفن فيه. فلما أردت القيام قال: لا تبرح، فلما انصرف الجماعة خلع ثوبه الذى يلى جسده وأعطانيه. قال: فبقى الثوب عندنا، وكل من مرض أو وجع رأسه تركوه عليه حتى يبرأ بإذن الله تعالى.

وسمعت أبا الرضى محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسى قال: وقع لى أن أسأل الحافظ عن شئ من ذكر أصحاب النبى صلّى الله عليه وسلم، فمضيت إليه فوجدت عنده جماعة، فاستحييت أن أسأله وقعدت، فذكر ما كنت أريد أن أسأله عنه وبيّنه.

وسمعت أبا على فارس بن عثمان بن عبد الله الدمشقى يذكر عن رجل عن آخر قال: خرجنا جماعة إلى الجبل، فقعدنا على النهر. فقال بعضنا: اشتهينا لو أن الحافظ جاء ومعه جزء يقرأ لنا فيه أخبارا، فقال آخر: ويجئ معه بحلاوة، فلم نلبث إلا والحافظ قد جاء، فقال له بعضنا: لو كنت جئت معك بشئ تقرأ لنا فيه؟ فأخرج جزءا من كمه، وقال: قد جئت بالجزء والحلاوة.

وسمعت الحافظ أبا موسى يقول: قالت لى والدتى: قدمنا يوما لوالدك طبيخا

<<  <  ج: ص:  >  >>