للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونزلت: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله} (١). (ز)

٦٧٤٩٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: بعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وحْشيّ بن حرب قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام، فأرسل إليه: يا محمد، كيف تدعوني وأنت تزعم أنّ مَن قتل أو أشرك أو زنى {يَلْقَ أثامًا يُضاعَفْ لَهُ العَذابُ يَوْمَ القِيامَةِ ويَخْلُدْ فِيهِ مُهانًا} [الفرقان: ٦٨ - ٦٩] وأنا صنعتُ ذلك فهل تجد لي مِن رخصة؟ فأنزل الله: {إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وكانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠]. فقال وحْشيّ: هذا شرط شديد؛ {إلّا مَن تابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلًا صالِحًا}، فلعلي لا أقدر على هذا. فأنزل الله: {إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ} [النساء: ٤٨]. فقال وحْشيّ: هذا أرى بعد مشيئة، فلا أدري يَغفر لي أم لا، فهل غير هذا؟ فأنزل الله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ} الآية. قال وحْشيّ: هذا نعم. فأسلم، فقال الناس: يا رسول الله، إنّا أصبنا ما أصاب وحْشيّ. قال: «هي للمسلمين عامة» (٢). (١٢/ ٦٧٢)

٦٧٤٩٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ}، يقول: لا تيأسوا من رحمة الله، وذلك أن أهل مكة قالوا: يزعم محمدٌ أنّ مَن عبد الأوثان، ودعا مع الله إلهًا آخر، وقتل النفس التي حرّم الله، لم يُغفر له، فكيف نهاجر ونُسلم وقد عبدنا الآلهة، وقتلنا النفس التي حرّم الله، ونحن أهل الشرك؟! فأنزل الله: {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} (٣). (١٢/ ٦٧٤)

٦٧٤٩٥ - عن أبي سعيد، قال: لما أسلم وحْشيّ أنزل الله: {والَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلّا بِالحَقِّ} [الفرقان: ٦٨]. قال وحْشيّ


(١) أخرجه البخاري ٦/ ١٢٥ - ١٢٦ (٤٨١٠)، ومسلم ١/ ١١٣ (١٢٢)، وابن جرير ١٧/ ٥٠٦، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٢٨ (١٥٣٩٨)، والثعلبي ٧/ ١٤٨.
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير ١١/ ١٩٧ (١١٤٨٠)، وابن عساكر في تاريخه ٦٢/ ٤١٣، والثعلبي ٨/ ٢٤١.
قال الهيثمي في المجمع ٧/ ١٠١ (١١٣١٤): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه أبين بن سفيان، ضعّفه الذهبي».
(٣) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٢٢٤، من طريق محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس به. وأورده الثعلبي ٨/ ٢٤١.
إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>