وقال الشريف أبو القاسم المرتضى في كتاب "غرر الفوائد"(١): كان حمادُ الراوية، وحمادُ عَجْرَد، وحماد بن الزِّبْرِقان، وعبدُ الكريم بن أبي العَوْجاء، وصالحُ بن عبد القدوس، وعبدُ الله بن المقفَّع، ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد الحارثي، وعلي بن الخليل الشيباني: مشهورين بالزَّندقة، والتهاوُن بأمر الدين.
وقد ذكر أبو الفرج في "الأغاني" وعلي بن محمد الشَّالِسِي في الدِّيُورات: أن مطيع بن إياس، وحماد عَجْرد، وحماد الراوية، ويحيى بن زياد الحارثي: كانوا لا يفترقون، وهم على منهاج واحدٍ في الخلاعة، وكلهم يتهم بالزندقة.
قلت: وليست لهؤلاء روايةٌ فيما أعلم.
وذكر عبد الله بن المعتز في "طبقات الشعراء" عن زياد بن أحمد الحنظلي قال اجتمع جماعة من الأدباء يتناشدون، فحضرَتْ الصلاة، فبادر صالحٌ فصلَّى صلاة تامة حَسَنة، فقيل له في ذلك، فقال: عادةُ البلد، وراحةُ الجسد.
قال: ومن شعره:
يَسْتَحْسن الناس ما قال الغَنِيُّ، ولا … يَسْتَقْبِحون له فعلًا وإن قَبِحا
ويَزْدري الناس من أمْسَى أخا عَدَمٍ … منهم، وإن كان مَنْ يوزَن به رجحا
ومن محاسن شعره:
وإذا طلبتَ العلم فاعلم أنه … حِمْلٌ، فأبصِرْ أيِّ شيء تحملُ
وإذا علمتَ بأنه متفاضِلٌ … فاشغَلْ فؤادَك بالذي هو أفضلُ
وقال أبو الفضل بن أبي طاهر في "تاريخه": حدثني يونس الخُتَّلي، أن
(١) في ص ك: "أبو القاسم المراغي في كتاب "غريب الفوائد"! والمثبت من أ د، وانظر "غرر الفوائد" -أمالي المرتضى- ١: ١٢٨ و ١٣١، و ١٤٤ - ١٤٦.