وَلأَنْ يُعادِي عاقلًا خيرٌ له … مِن أن يكون له صديقٌ أحمقُ
فارغَبْ بنَفْسِك لا تُصادِقْ أحمقًا … إن الصديقَ على الصديق مُصدَّقُ
وزِنِ الكلامَ إذا نطقتَ فإنما … يُبْدِي عقولَ ذوي العقولِ المَنْطِقُ
لا ألُفِيَنَّك ثاويًا في غُرْبةِ … إن الغريبَ بكل سَهْمٍ يُرْشَقُ
ما الناس إلَّا عاملان: فعاملٌ … قد ماتَ من عَطَشٍ وآخَر يَغْرَقُ
وإذا امرؤٌ لَسَعَتْه أفعَى مرةً … تركَتْه حين يُجَرّ حَبْلٌ يَفْرَقُ
بَقِيَ الذينَ إذا يقولوا يَكْذِبوا … ومَضَى الذين إذا يقولوا يَصدُقوا!
وقد روي عن بعضهم قال: رأيت صالح بن عبد القدوس في المنام ضاحكًا فقلت: ما فعل الله بك؟ وكيف نجوتَ مما كنت تُرْمَى به؟ فقال: إني وردت على ربّ لا تخفى عليه خافية، فاستقبَلَني برحمته وقال: قد علمتُ براءتك مما قُذِفْتَ به، انتهى.
ويُتَعجّب من قول الذهبي: لا أعرف له رواية، مع قول ابن عدي.
وقد اتَّهمه النقاش بحديث:"زكاةُ الدار الضِّيافة". وذكره في "الضعفاء" وكذا العُقَيلي، وابن الجارود.
وقال المَرْزُباني في "معجم الشعراء": كان حكيمَ الشعراء زِنْديقًا متكلِّمًا، يقدِّمه أصحابه في الجِدال عن مذهبهم.
وقال الخطيب: يقال إنه كان مشهورًا بالزندقة، وله مع أبي الهُذَيل العلَّاف مناظرات. والمنام الذي حكاه المصنِّف، ذكره الخطيب عن عبد الله بن المعتز، عن أحمد بن عبد الرحمن المعبِّر، فالله أعلم.