صَدَرَ بعون الله تعالى كتابٌ من أوسع كتبِ مصطلح الحديث الشريف:
"ظَفَرُ الأماني في شرح مختصر السيد الشريف الجُرْجاني"
للإِمام المحقِّق نابغة المتأخرين محمد عبد الحي اللَّكْنوي الهندي المولود سنة ١٢٦٤ والمتوفى سنة ١٣٠٤ رحمه الله تعالى
تميّزت مؤلَّفات الإمام اللكنوي بمزايا رفيعة نادرة، من عُمق التحقيق، وسعةِ الاطلاع، ودقةِ البحث، وبُروزِ النَّصَفة، واقتحامِ المشكلات والمعضِلات، وحلِّها بأوْجَهِ التخريجات والتوجيهات، فلذا كانت رغبة العلماء في كتبه شديدة، وحرصُهم على اقتناء مؤلفاته قويًّا جدًّا، لِمَا يَرَوْن فيها من المتانة في العلم، والسداد في الفهم، والصواب في الحكم، مع الإتقانِ والاستيعاب لأطراف الموضوعات ولُبابِها.
ومن أوسع ما خَدَم به مصطلح السنّة المطهرة وعلومَها: كتابه "ظَفَرُ الأماني في شرح مختصر السيد الشريف الجُرْجاني"، فقد اتخذ هذا (المختصر) مَدْخلًا وبابًا إلى نشر علومه وتحقيقاته في فَنّ مصطلح الحديث الشريف، وأطال في كثير من مباحثه، وأجاد وأفاد على جاري عادته في كل ما يعتني به رحمه الله تعالى.
وقد نَقَّح فيه كثيرًا من مسائل المصطلح الشائكة المتشابكة، وأشبعها نُضْجًا وتبيينًا، وأغناها تحقيقًا وتمتينًا، وأخرجها من الغموض إلى الجلاء، ومن التشابك إلى الصفاء، بما آتاه الله من فطانة فائقة، وعلم غزير، فغَدَا كتابُه هذا من أهمِّ المراجع الاصطلاحية، وفيه تعقبات دقيقة لمن سبقه في هذا الفن، من الجهابذة الكبار، كالحافظ العراقي، والحافظ ابن حجر، والحافظ السخاوي، وغيرِهم.
ولمَا تَحَلَّى به هذا الكتاب الكبير من مزايا وفرائد، اعتنى الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة بخدمته وتحقيقه وضبط نصوصه وتقويم تصحيفاته وتحريفاته الواقعة في الأصل، وعلَّق عليه بإيجاز حينًا وبإطناب حينًا نظرًا لما يتقضيه المقام، فغَدَا بحمد الله في مقدمة الكتب الواسعة المحقَّقة في المصطلح، وصَنَع له الفهارس العامة ليكون أوفَى يُسرًا للنَّهْلِ والعَلِّ منه.
وهو من نفائس الأعلاق العلمية التي يَحرِصُ على اقتنائها العلماء الذين يحبون التحقيق والإتقان، ويَخرج في نحو ٧٠٠ صفحة بأبهى حلة من الطباعة والورق والتجليد.