للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نحو سنتين، وكان يتولى عنه البيع أكثر النهار، ويقوم بشراء ما نفِد من البضاعة من متاجر الجملة من تجار المدينة في (خان الكُمْرُك) وغيره.

ثم لما بلغ والدي التاسعة عشرة، أراد طلب العلم بالدخول في المدرسة الخُسْرُويَّة التي أنشأها الوزير العثماني الصدر خُسْرُو باشا ، والتي سميت بعدما ضَعُف شأنها: الثانوية الشرعية.

فلم يرضَ جدي في بدء الأمر، فشَفّع والدي عنده بعض معارفه من الوجهاء، فقالوا لجدي: ينبغي أن تُشَجِّعه لشرف هذا الأمر فسمح له.

ثم إن والدي لما أراد الدخول في المدرسة الخسروية قبلوه أول الأمر ثم رفضوه لأن عمره ١٩ سنة، فشَفَّع صهرَه الحاج محمد سالم بيرقدار لدى بعض أصدقائه، وكان مديرَ الأوقاف في حينه، فكلَّم المسؤولين في لجنة القَبول فقبلوه، وكان الوالد والشيخ عبد الوهاب جَذْبَة رحمهما الله يتنافسان على القَبول، فمن يقْبَل يبقى الآخر إلى السنة التالية، فقُبل والدي، وكان بينهما مودة، وكان الشيخ عبد الوهاب يُلَقِّب والدي بالأصمعي لما يراه من اشتغاله بعلم اللغة.

وكان هناك رجل فاضل في الحي اسمه محمود سَلْحَدَار يحرِص على إقراء القرآن في المنزل وختمه كل يوم، وتسمى (رَبْعَة) ويعطي من يفعل ذلك ليرة ذهبية، فكان والدي في أثناء دراسته في الخسروية يشارك في هذه القراءة.

وقد دَرس والدي في الخسروية ست سنين من سنة ١٩٣٦ م إلى سنة ١٩٤٢ م، وكان متفوقًا على أقرانه في تلك السنوات الست.

ثم انتقل إلى الدراسة في الأزهر الشريف فدخل كلية الشريعة في الجامع الأزهر بمصر في عام ١٩٤٤ م، وتخرّج في عام ١٩٤٨ م حائزًا على شهادة العالمية من كلية الشريعة.

ثم درَس في "تخصص أصول التدريس" في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر

<<  <  ج: ص:  >  >>