للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذا قال ابن حزم في «الأقضية» من «المحلى» (١): قد أَعلمنا الله أن نفراً من الجن آمنوا وسمعوا القرآن من النبي فيهم صحابة فضلاء. وحينئذ يتعين ذكرُ من عُرف منهم في الصحابة، ولا التفات لإنكار ابن الأثير على أبي موسى المديني تخريجه في الصحابة لبعض من عرفه منهم، فإنه لم يستند فيه إلى حجة. اه

وقال اللكنوي في «ظفر الأماني في مختصر الجرجاني» (٢): الثامنة: بإطلاق، مسلم، يدخل في التعريف الجني الذي أسلم، فإنه بُعث إلى الجن أيضا، وهم مكلفون بأحكام الشريعة كالإنس، كما شهدت به آيات القرآن والأخبار النبوية، وحينئذ يتعين ذكرُ من عُرف منهم في الصحابة كما فعله الحافظ ابن حجر وغيره. ولا التفات إلى إنكار ابن الأثير على أبي موسى المديني تخريجه في كتاب الصحابة لبعض من عُرف من الجن فإنه لم يستند فيه إلى حجة، كذا قال ابن حزم. اهـ

قلتُ: هذا وهَمٌ غريب من اللكنوي تعالى، فإن ابن حزم كان قبل ابنِ الأثير ومات قبل ولادته بنحو قرن تقريبا (٣). والصواب أن ذلك من كلام السخاوي كما تقدم.

وقد تعرض قوم لبيان عددهم وأسمائهم، فقال ابن إسحاق (٤): كانوا سبعة، ولعل مستنده في ذلك قولُ مجاهد، فإن ابن أبي حاتم (٥) نقل عنه أنهم كانوا سبعة، ثلاثة من أهل حزان، وأربعة من أهل نصيبين.

وروى الثوري، عن عاصم، عن زر (٦)، أنهم كانوا تسعة، بتقديم التاء.


(١) «المحلى بالآثار» لابن حزم ٨/ ٤٣٢.
(٢) «ظفر الأماني في شرح مختصر الشريف الجرجاني» للكنوي ص ٥٣١.
(٣) توفي ابن حزم عام ٤٥٦ هـ، وولد ابن الأثير عام ٥٤٤ هـ، أي بين ولادته ووفاة ابن حزم ثمان وثمانون سنة (٨٨).
(٤) كما في «سيرة ابن هشام» ٢/ ٤٩.
(٥) «تفسير ابن أبي حاتم» ١٠/ ٣٢٩٧.
(٦) عزاه ابن كثير في «تفسيره» ٧/ ٢٩٠/ لأبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود قال: هبطوا على النبي وهو يقرأ القرآن ببطن نخلة،

<<  <   >  >>