للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوم، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء، فقلنا: يا رسول الله، فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم. قال: «أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن». قال: فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فسألوه الزاد فقال: «لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه»، ولفظ الترمذي: «لم يذكر اسم الله عليه، يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم»، قال النبي : «فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم الجن»، زاد أحمد (١): وكانوا جنّ الجزيرة.

ورواه أبو داود (٢) عنه مختصرا قال: قدم وفد الجن على النبي فقالوا: يا محمد، إنه أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة … الحديث.

قلت: والاختلاف الواقع بين رواية مسلم ورواية الترمذي جمعوا بينه بأن رواية مسلم في حق الجن المؤمنين ورواية الترمذي في حق غيرهم.

قال السهيلي (٣): وهذا قول صحيح تُعضّده الأحاديث.

قلت: إنما تعضده لو اختلف المخرج وروى كلّ واحد لفظة في قصة غير قصة الآخر، أما مع اتحاد المخرج والقصة فأحد اللفظين وهم ولابد.

الحديث الثاني: من رواية أبي عثمان بن سلمة الخزاعي عنه، قال البيهقي في «دلائل النبوة» (٤): حدثنا أبو عبد الله الحافظ - يعني الحاكم -، ثنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد البلخي ببغداد من أصل كتابه، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أبو صالح عبد الله ابن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، أخبرني أبو عثمان بن سلمة (٥) الخزاعي وكان رجلا من أهل الشام، أنه سمع


(١) «المسند» ٧/ ٢١٥.
(٢) «سنن أبي داود» ح ٣٩.
(٣) «الروض الأنف» للسهيلي ٤/ ٣١.
(٤) «دلائل النبوة» للبيهقي ٢/ ٢٣٠.
(٥) هكذا في أصل المؤلف وبخطه: (سلمة) وهو سبق قلم، إذ الصواب («سنة»)، وهو أبو عثمان بن سنة الخزاعي الكعبي الدمشقي، روى عن عبد الله بن مسعود وعلي بن أبي طالب روى عنه الزهري. كما في «تهذيب

<<  <   >  >>