للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الملك المنصور بأن يخلع نفسه من السلطنة، ويسلم الأمر إلى برقوق، فحضر الخليفة المتوكل، والقضاة الأربعة، وحضر الملك المنصور أمير حاج، والملك الظاهر برقوق، وأشهدوا على الملك المنصور بأنه قد خلع نفسه من الملك، وبايع الملك الظاهر برقوق، ثم إن الخليفة بايع الظاهر برقوق بيعة السلطنة بحضرة القضاة الأربعة، فتمت لبرقوق البيعة.

فأقام بمنزلة شقحب تسعة أيام، فوقع في العسك هناك غلاء عظيم، وقلت الأقوات حتى أبيعت كل بقسماطه بخمسة دراهم، وأبيع كل فرس بعشرين درهما، وكلّ جمل بعشرة دراهم، ولا يُوجد من يشترى بهذا السعر من قلت العليق، وأبيعت القطعة السكر بثقلها فضة (١)، ولا توجد.

فلما رأى السلطان ذلك عزم على التوجه إلى الديار المصرية، ثم أخلع على الأمير إياس الجرجاوي واستقر به نائب صفد؛ وأخلع على الأمير قديد القلمطاوي (٢) واستقر به نائب الكرك؛ ثم أذن للعسكر بأن يرحلوا فرحلوا من شقحب، وبقى الظاهر برقوق في نفر قليل من العسكر.

فلما بلغ منطاش أن الظاهر برقوق بقي في نفر قليل من العسكر، خرج من الشام ومعه جماعة من العسكر، فوقف على بعد، فلما بلغ الظاهر برقوق ذلك ركب ووقف ساعة طويلة فلم يقرب إليه منطاش، ثم إن منطاش رجع إلى الشام.

ورحل الظاهر برقوق وقصد التوجه إلى نحو الديار المصرية، وكان صحبته الملك المنصور أمير حاج والخليفة المتوكل، والقضاة الأربعة، والأمراء، وجماعة من العسكر المصري، وأخذ الخزائن والعصائب السلطانية صُحبتهُ، وَسَارَ وَهوَ في غاية النصر.

فلما وصل إلى غزة استناب بها الأمير علائي الدين ابن أقبغَا السلطاني، وقبض على الأمير حسين بن باكيش الذي كان نائب غزة، وقد تقدم أنه جمع عسكرًا، وخرج إلى قتال الظاهر برقوق، لما خرج من الكرك، فلما انتصر برقوق وظفر بابن باكيش، قيّده وأخذه صحبته إلى الديار المصرية.

ولما كان يوم الأربعاء ثامن صفر (٣) حضر أقبغَا الطُّولُوتمري المعروف باللكاش، وهو أخو الأمير بطا، وأخبر بأن السلطان برقوق خرج من غزة، وهو


(١) في جواهر السلوك ٢٥٣: " وكل قطعة سكر بعشرة دراهم".
(٢) في جواهر السلوك ٢٥٤: "القلمصاوي".
(٣) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٢٩: "ربيع الأول".

<<  <   >  >>