للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الخليفة المستعين بالله أبي الفضل العباس ابن الإمام المتوكل على الله محمد بن المعتضد بالله ابن المستكفي بالله ابن الإمام الحاكم بأمر الله أحمد (١)

المتصل بنسبه الشريف إلى العباس عم رسول الله ورضي الله تعالى عنهم أجمعين

تسلطن بدمشق، بعد خلع الناصر فرج بن برقوق، في يوم الإثنين سابع عشرين المحرم، سنة خمسة عشر وثمانمائة؛ فمن المؤرخين من عده من جملة السلاطين بالديار المصرية، ومنهم من عده من جملة خلفاء بني العباس؛ وهذا لم يتفق لخليفة من بني العباس قبله أنه تسلطن بالديار المصرية وحكم بها على هذا الوجه، وفيه يقول بعض الشعراء:

خليفتنا حاز الفخار باسره … وبأسره مجموع كل الناس

ولقد روي الضحاك عن ثغر له … والجفن في الأغضا (٢) عن العباس (٣)

وكان سبب سلطنة الخليفة العباس أنه لما جرد الملك الناصر فرج إلى نحو دمشق، بسبب عصيان شيخ ونوروز، كما تقدم، فكان الخليفة العباس بصحبة الملك الناصر مع القضاة الأربعة، فلما انكسر الملك الناصر فرج اجتمع الأمراء، وضربوا مشورة فيمن يولوه السلطنة.

فقال نوروز لشيخ " لا أنا ولا أنت نتسلطن، وأحق ما يتسلطن الخليفة، وأكون أنا نائب الشام، وأنت أمير كبير بالديار المصرية ومدبر أمر المملكة". فأتفقا وتحالفا على ذلك.


(١) أخباره في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٨٢٣ - ٨٢٨؛ جواهر السلوك ٣١٠ - ٣١٢.
(٢) في جواهر السلوك ٣١٠: "الأعضاء".
(٣) بحر الكامل؛ والبيتان لم يرد ذكرهما في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>