للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الظاهر سيف الدين أبي سعيد ططر الظاهري الجركسي (١)

وهو الثلاثون من ملوك الترك وأولادهم، وهو السادس من ملوك الجراكسة وأولادهم بالديار المصرية.

وأصله من مماليك الملك الظاهر برقوق اشتراه وأعتقه، وجعله من جملة المماليك السُلطانية، ثم إنه التف على جكم العوضي نائب حلب، فلما تسلطن جكم بحلب وقتل في المعركة التي وقعت بينه وبين التركمان وهم قرا يوسف، ولا يُعلم من قتله.

فعند ذلك التف ططر على شيخ ونُورُوز الحافظي، ودام معهما إلى أن قتل الملك الناصر فرج بن برقوق، وتسلطن الخليفة العباس، فبقي ططر أمير عشرة، ثم بقي أمير أربعين، ثم بقي مقدم ألف في دولة الملك المؤيد شيخ، ثم انتقل من بعد ذلك فبقي رأس نوبة النوب، ثم بقي أمير مجلس، كل ذلك في دولة المؤيد شيخ.

فلما مَاتَ الملك المؤيد كان الأتابكي الطنبغا القرمشي مسافرًا في التجريدة في البلاد الشامية، فلما تسلطن الملك المظفر أحمد بن المؤيد شيخ صار ططر مدبر المملكة ونظام الملك، ثم جرد وخرج إلى الشام بسبب الأتابكي الطنبغا القرمشي وصحبته الملك المظفر أحمد بن المؤيد شيخ، وقد تقدم ذلك.

فلما دخل إلى دمشق قبض على الأتابكي الطنبغا القرمشي وقجقار القردمي أمير سلاح، وعلى جماعة كثيرة من الأمراء ممن كانوا صُحبة الأتابكي الطنبغا القرمشي، لما توجه إلى الشام وقبض على جماعة من النواب وسجنهم بقلعة دمشق، ثم قتل منهم جماعة كثيرة، ثم قبض على جماعة من الأمراء والمماليك المؤيدية نحو خمسين إنسانًا.


(١) أخباره في بدائع الزهور ٢/ ٧٠ - ٧٥؛ جواهر السلوك ٣٢٠ - ٣٢١.

<<  <   >  >>