للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الناصر زين الدين أبي السَّعَادَات فرج ابن الملك الظاهر برقوق بن أنص العثماني الجركسي (١)

وهو السادس والعشرون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الثاني من ملوك الجراكسة وأولادهم؛ تولى الملك بعهد من أبيه الملك الظاهر برقوق، وذلك بعد موت أبيه في يوم الجمعة خامس عشر شوال سنة إحدى وثمانمائة.

فلما توفي الملك الظاهر برقوق إلى رحمة الله تعالى، اجتمع أمير المؤمنين المتوكل على الله، والقضاة الأربعة، وشيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعي، وحضر الأتابكي أيتمش البجاسي، وسائر الأمراء من الأكابر والأصاغر، فبايعه أمير المؤمنين، وأحضروا له خلعة السلطنة، فلبسها، وركب من الأسطبل السلطاني، وطلع من باب سر القصر الكبير، وحمل الأتابكي أيتمش القبة والطير على رأسه، فجلس على سرير الملك، وباسوا له الأمراء الأرض.

وفي حال جلوسه على سرير الملك، جاء ابن أبي الرداد ببشارة النيل المبارك، فاستبشروا الناس بذلك، ودقت الكوسات ثلاثة أيام، ونودي باسمه في مصر والقاهرة، وضج الناس لهُ بالدعاء، وخطب باسمه في ذلك اليوم على المنابر، وقيل: تولى وله من العمر اثنتى عشرة سنة (٢)، وهو ابن سُرِّية رومية الجنس، تُسمى شيرين، ولذلك كان أصفر اللون، أشهل العينين، أشقر اللحية، وفيه يقول بعض الشعراء:


(١) أخباره في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٣٦ - ٧٣٤؛ جواهر السلوك ٢٧٨ - ٣٠٣.
(٢) في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٥٣٧: "ثلاث عشرة سنة"؛ وفي جواهر السلوك ٢٧٨: "اثنتا عشرة سنة ونصف السنة".

<<  <   >  >>