للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا ترقب النجم في أمر تُحاوله … فالله يفعل لا جدى ولا حمل

مع السعادة ما للنجم من أثر … فلا يضرّك مريخ ولا زُحل (١)

ومما أنشأه الملك الأشرف قايتباي من العمائر في أيامه: وهو المسجد الشريف النبوي لما احترق فجدَّد عمارته، وأنشأ مدرسة في المدينة الشريفة؛ وأنشأ مدرسة في مكة المشرفة عند باب السلام؛ وأنشأ مدرسة بالقدس الشريف.

وأنشأ البرج الذي بثغر الإسكندرية مكان المنار القديم، وجعل فيه جامع بخطبة، وفرن وطاحون، وجعل به جماعة مرابطين برسم الجهاد في سبيل الله، وأجرى عليهم الحوامك، وأشحن البرج بالسلاح، وآلة الحرب.

وأنشأ بالديار المصرية عدة جوامع ومدارس، منهم: جامع بالروضة، وجامع بالكبش، وجامع بباب الخرق، وجامع بتربته التي في الصحراء، وغير ذلك من الجوامع والمساجد والزوايا، وجدد عمارة الإيوان الكبير الذي بالقلعة، وجدد عمارة قبة الجامع الذي بالقلعة لما سقطت، وجدد عمارة قبة الإمام الشافعي ، وأنشأ [٢٤١/ ١] (٢) المقعد الكبير الذي بالقلعة في الحوش السلطاني، وأنشأ المبيتين الذي به، وعمر بالقلعة أماكن كثيرة، وجدد حائط الميدان الكبير الذي بالناصرية.

وعمر عدة قناطر وجسور بالشرقية والغربية، وأنشأ عدة ربوع، وأماكن كثيرة بالقاهرة، وأوقفهم على جهات بر وصدقة وأشرط في وقفه بأن تُطبخ في كل يوم دشيشة في المدينة الشريفة، وتفرق على الفقراء الذي (٣) بها، فبطل ذلك بعد موته، وله آثار كثيرة بالديار المصرية وغيرها، وكان له أوراد جليلة وأحزاب عظيمة يتلوها في كلّ ليلة، وكان له أشياء كثيرة من المحاسن.

[وأما ما كان من أرباب الوظائف في دولته]

فأتابكيته المقر السيفي جاني بك فلقسز، والمقر السيفي أزبك، والمقر السيفي تمراز الشمسي.


(١) بحر البسيط.
(٢) جاءت حاشية بخط المؤلف على هامش الصفحة: "وجدّد عمارة باب زويلة، وجدد عمارة باب القرافة، وبنى به الربعين والسبيل، وبنى جامع بخطبة خارج باب القرافة، وله غير ذلك آثار كثيرة وأنشأت لم أذكرها".
(٣) كذا في الأصل، والصواب "الذين".

<<  <   >  >>