للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر عود الملك الصالح أمير حاج ابن الملك الأشرف شعبان بن حسين إلى السلطنة (١)

وهي السلطنة الثانية، فلما كان يوم الثلاثاء سادس جمادى الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، حضر القضاة والخليفة وسائر الأمراء، وأحضروا الملك الصالح، وبايعه الخليفة، وأحضروا له خلعة السلطنة، وركب بشعار السلطنة من الحوش السلطاني إلى القصر الأبلق.

ثم إن الأمير يلبغا ومنطاش غيروا لقب الملك الصالح، ولقبوه بالملك المنصور، وهذا لم يتفق لأحد غيره من الملوك، فإن الملك الناصر محمد بن قلاون تولى السلطنة ثلاث مرات، ولم يتغير لقبه.

ثم نادوا في مصر والقاهرة بالدعاء للسلطان الملك المنصور، فضج الناس له بالدعاء، فجلس على سرير الملك وتمت بيعته في ذلك اليوم.

فلما كان يوم الخميس عمل السلطان الموكب، وطلع إليه سائر الأمراء، فلما تكامل الأمراء في الموكب، فقبض المقر السيفي يلبغا الناصري على جماعة من الأمراء، وهم: المقر السيفي سودون الفخري الشيخوني نائب السلطنة، والأمير سودون باق، والأمير سودون الطرنطاي، وأبو بكر بن سنقر الجمالي حاجب الحجاب، والأمير بجاس النوروزي، والأمير أقبغا المارديني، والأمير شيخ الصفوي، والأمير قجماس ابن عم الملك الظاهر برقوق، والأمير محمود بن علي الظاهري أستادار العالية، فعدة من مسك في ذلك اليوم من الأمراء المقدمين تسعة.

وأما من الأمراء الطبلخانات، والأمراء العشراوات نحو ثمانية وستين أميرًا (٢)، حتى كادت القاهرة أن تخرب عن آخرها.


(١) أخباره في بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٠٤ - ٤٣٣؛ جواهر السلوك ٢٤٥ - ٢٥٥.
(٢) في جواهر السلوك ٢٤٥: "أربعين أميرًا".

<<  <   >  >>