ورغم ميل المؤلف إلى الشعر ونظمه، فإنه لم يكن بذاك المتمكن من اللغة والنحو والصرف جيدًا، فكتابته لا تخلو من الأخطاء والأغلاط اللغوية والنحوية، وفي بعض الأحيان يستخدم ألفاظًا عامية، وفي أحيان أخرى يكتب كلمات بغير القواعد المتعارف عليها.
وكان نظم الشعر في عصر ابن إياس من مستلزمات الأدباء والمتأدبين، دليلًا على مبلغ ثقافتهم وتأدبهم؛ وكان ابن إياس نفسه ينظم الشعر، وكان يورد أبيات الشعر من نظمه في كثير من المناسبات، كما أنه كثير ما يستشهد بأبيات من الشعر في المناسبات المختلفة، وفي أغلب الأحيان يأتي بها من حفظه، لذلك نرى أنه كثير من يقول:"كما قال قائل في المعنى".
أما نظمه للشعر، فلا يرقى إلى مستوى الجيد، بل هو شعر تقليدي بحدود الوسط، ومن شعره:
تأليفنا السحر الحلال لأنه … كالدمع حسن البيان المنجزي
أن طال لم يملل وأن أوجزته … فيود سامعه بأن لا توجز
لما مات القاضي أبو بكر بن مزهر، رثاه بقوله:
صارت مرامله كمثل أرامل … تبكي بأعينها دما وتترب
وكذا الدواة تسودت أقلامها … حزنًا عليه وأقسمت لا تكتب (١)