للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر سلطنة الملك الأشرف أبي النصر سيف الدين قايتباي المحمودي (١)

وهو الحادي والأربعون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية، وهو الخامس عشر من ملوك الجراكسة، كان أصله جركسي الجنس، جلبه الخواجا محمود إلى الديار المصرية، فاشتراه منه الملك الأشرف برسباي في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة.

فلما توفي الملك الأشرف برسباي وتولى الملك الظاهر جقمق فاشترى المماليك الكتابية الذي (٢) كانوا عند الملك الأشرف برسباي من بيت المال على يد الأمير حاسوك، وصي الملك الأشرف برسباي.

وكان المماليك كتابية الأشرف جماعة كثيرة، منهم السلطان قايتباي، ومنهم الأتابكي أزبك من ططخ، ومنهم الأتابكي تاني بك الجمالي، ومنهم أزبك اليوسفي، ومنهم تَمِر، ومنهم برسباي قرا، ومنهم برقوق نائب الشام، ومنهم أزبك فستق، وجماعة كثيرة غير هؤلاء، فلما اشتراهم الملك الظاهر جقمق فأعتقهم، وصاروا من جملة معاتيق الملك الظاهر جقمق العلائي (٣).

ثم إن الملك الأشرف قايتباي صار في أواخر دولة الملك الظاهر جقمق خاصكي، ثم بقى دوادار سكين، فلما توفي الملك الظاهر وتولى الأشرف أينال، أنعم عليه بأمرية عشرة في أثناء دولته، وأقام على ذلك إلى أن توفي أينال وتولى الظاهر خُشقدم، جعله أمير أربعين، شاد الشربخاناة الشريفة، وكان معلم الرماح الذين يَسُوقُون في المحمل، فأقام على ذلك مُدّة، ثم بقى مُقدّم ألف في


(١) أخباره في بدائع الزهور ٣/ ٣ - ٣٣٢؛ جواهر السلوك ٣٥٢ - ٣٨٠.
(٢) كذا في الأصل، الصواب (الذين).
(٣) لم يرد ذكر خبر المماليك الكتابية في بدائع الزهور.

<<  <   >  >>