للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما كان يوم الأحد سابع عشرين المحرم من السنة المذكورة، أشيع بين الناس بالقاهرة بأن الملك الظاهر برقوق قد انتصر على الملك المنصور أمير حاج ومسكه، ثم بطلت هذه الإشاعة.

ولما كان ليلة الأربعاء مستهل شهر صفر من السنة المذكورة، نقب المماليك الذي (١) سجنوا بالقلعة نقبًا وخرجوا منه (٢)، ونزلوا إلى الأسطبل السلطاني، فوجدوا الأبواب مقفولة، ففتحوها بالعتلة، فلما أحس بهم الحراس الذي (٣) على الأبواب، فلما فتحوا أحد أبواب الأسطبل السلطاني خرج منه مملوك من مماليك الظاهر برقوق، يُسمى بيربُغَا، فضربه أحد الحراس بسيف فمات مكانه، ثم خرج من بعده الأمير بطا الطُّولُوتمري فضربه الحارس فوقع إلى الأرض، ثم قام وضرب الحارس بالقيد الذي كان في رجله، فأرمى الحارس إلى الأرض، وأخذ سيفه من يده، ثم تكاثر المماليك وخرجوا من الباب، وضربوا من كان واقفًا من الحراس، ففروا من وجوههم، ثم نزلوا إلى باب الأسطبل الذي عند الحراقة التي في الأسطبل السلطاني، ففتحوه ونزلوا منه إلى الرملة (٤).

فلما أحس بهم صراي تمر نائب الغيبة هرب، ونزل من سور الأسطبل في حبل، فلما نزل توجه إلى بيت الأمير قُطلوبغا الحاجب، فكبس المماليك الظاهرية على صُراي تمر، فلم يجدوه في مكانه الذي بالقلعة، ثم إن المماليك الظاهرية فتحوا أبواب القلعة، وأخرجوا من كان في الأبراج من المماليك المسجونين بها، ونزلوا إلى الأسطبل السلطاني، وأخذوا الخيول الذي (٥) كانت به، ثُم طلعوا إلى فوق الطبلخاناة السلطانية، وأحضروا جماعة من الغلمان، وأمروهم بأن يدقوا الكوسات حربي، وكل ذلك في أواخر الليل، فاستمروا على ذلك إلى أن طلع النهار، فأرسل الأمير بطا (٦) الطولو تمري مماليك إلى خزانة


(١) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٢) في جواهر السلوك ٢٥٢: أن مماليك برقوق نقبوا من سور القلعة وطلعوا إلى القلعة وأخرجوا من كان محبوسًا بها، وهو مخالف لما ذكر هنا وكذلك في بدائع الزهور. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٢/ ٤٢٤).
(٣) كذا في الأصل، والصواب "الذين".
(٤) الخبر هنا جاء مفصلا عما ورد في بدائع الزهور. (راجع بدائع الزهور ٤٢٥ - ١/ ٢/ ٤٢٤).
(٥) كذا في الأصل، والصواب "التي".
(٦) في الأصل "بوطا"، والتصحيح مما أورده ابن إياس قبل قليل.

<<  <   >  >>