للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القلعة، مثل: باب القرافة، وباب الميدان، وباب الدرفيل، وبعض أبواب القاهرة الصغار، وأرمى على الأمراء المقيمين بالقاهرة على كلّ أمير مقدم ألف عشرة أروس خيل، ومن كلّ أمير بطبلخاناة أربعة أروس خيل، ومن كل أمير عشرة رأسين خيل، وكذلك من أولاد الأمراء، وأولاد الناس المقيمين بالقاهرة من كلّ واحد منهم فرس جيد، فداروا عليهم النقباء، واستخرجوا منهم ذلك، وكان المتحدث في ذلك الأمير ثمان تمر الأشرفي رأس نوبة النوب (١).

ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، فيها أشيع بالقاهرة أن مماليك صراي تمر نائب الغيبة، اتفقوا مع مماليك الأمراء بأن يركبوا على أستاذيتهم ويقتلوهم، فأرسل الأمير صراي تمر قُطلوبغا الحاجب ووالي القاهرة، فكبسوا على جماعة من المماليك في مكان في البرقيّة، فمسكوا منهم ستة مماليك ملبسين، فأحضروهم إلى عند نائب الغيبة، فقررهم فأقروا بأنهم قصدوا قتل جماعة من الأمراء، وأقروا بأن جماعة من مماليك الأمراء قد اتفقوا معهم على ذلك، فأرسل الأمير صراي تمر إلى الأمير تكا الأشرفي رأس نوبة ثاني يُعرفه بذلك فمسك الأمير تكا من مماليكه عشرين مملوكا، ومسك الأمير صراي تمر من مماليكه خمسة وثلاثين مملوكًا، ومسك الأمير مقبل من مماليكه سبعة.

ثم نزل والي القاهرة إلى البيسرية (٢)، فمسك سيدي بيبرس ابن أخت الملك الظاهر برقوق، وطلع به إلى القلعة، فسجن بها، ونادوا في القاهرة بأن كل من مسك من مماليك الظاهر برقوق مملوكًا يأخذ له ألفين درهم (٣)؛ ثم في يوم الخميس أفرج عن سيدي بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق، وعن جماعة من مماليك الأمراء.

ثم حضر هجان من الشام، وعلى يده مراسيم بأن الملك المنصور دخل إلى الشام، وأن الملك الظاهر برقوق هرب من وجهه، فأخلع على الهجان خلعة، ودقت البشائر ثلاثة أيام، وكلّ هذه أخبار كذب مصنوعة رتبها صراي تمر نائب الغيبة، ليس لها صحة، وذلك لأجل تطمين الرعية.


(١) الخبر مفصل عما ورد في بدائع الزهور. (انظر: بدائع الزهور ١/ ٤٢٢).
(٢) وهي المنطقة الواقعة بشارع المعز لدين الله، بجوار جامع الكامل. (انظر: النجوم الزاهرة ٨/ ١٨٦ هامش ١).
(٣) في بدائع الزهور ١/ ٤٢٤: "عشرين دينارًا".

<<  <   >  >>