مقالةٌ في أن المعاني العربية التي لا يُفهم القرآن إلا بها، لا بُدَّ أن تكون داخلة تحت ظاهره
"كلُّ ما كان من المعاني العربية التي لا ينبني فهم القرآن إلا عليها؛ فهو داخلٌ تحت الظاهر.
فالمسائل البيانية والمَنازع البلاغية لا مَعدِل بها عن ظاهر القرآن، فإذا فُهِم الفرق بين "ضيِّق" في قوله تعالى: ﴿يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا﴾ [الأنعام: ١٢٥]، وبين "ضائق" في قوله: ﴿وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ﴾ [هود: ١٢].
والفرق بين النداء بـ ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة: ١٠٤]، أو ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [التحريم: ٧]، وبين النداء بـ ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ [البقرة: ٢١]، أو بـ ﴿يَا بَنِي آدَمَ﴾ [الأعراف: ٢٦].
والفرق بين ترك العطف في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ [البقرة: ٦] والعطف في قوله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ﴾ [لقمان: ٦]، وكلاهما قد تقدَّم عليه وصفُ المؤمنين.
والفرق بين تركه أيضًا في قوله: ﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ [الشعراء: ١٥٤] وبين الآية الأخرى: ﴿وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ [الشعراء: ١٨٦].
والفرق بين الرفع في قوله: ﴿قَالَ سَلَامٌ﴾ [هود: ٦٩] والنصب فيما قبله من قوله: ﴿قَالُوا سَلَامًا﴾ [هود: ٦٩].