للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقالةُ في أن النحو من العلوم الشرعية المُعِينة على فهم القرآن والسُّنة، والتي حفِظ الله بها الشريعة، وعصَمها من التغيير والتبديل

"إن الله ﷿ وفَّر دواعي الأُمَّة للذبِّ عن الشريعة والمناضلة عنها بحسب الجملة والتفصيل؛ أما القرآن الكريم، فقد قيَّض الله له حَفَظَة بحيث لو زيد فيه حرفٌ واحدٌ لأخرَجه آلاف من الأطفال الأصاغر، فضلًا عن القُرَّاء الأكابر.

وهكذا جرى الأمر في جملة الشريعة؛ فقيَّض الله لكلِّ عِلم رجالًا حَفِظه على أيديهم، فكان منهم قومٌ يذهبون الأيام الكثيرة في حفظ اللغات والتسميات الموضوعة على لسان العرب، حتى قرَّروا لغات الشريعة من القرآن والحديث، وهو الباب الأول من أبواب فقه الشريعة؛ إذ أوحاها الله إلى رسوله على لسان العرب.

ثم قيَّض الله (١) سبحانه رجالًا يبحثون عن تصاريف هذه اللغات في النطق بها رفعًا ونصبًا وجرًّا وجزمًا، وتقديمًا وتأخيًرا، وإبدالًا وقلبًا، وإتباعًا وقطعًا، وإفرادًا وجمعًا، إلى غير ذلك من وجوه تصاريفها في الإفراد والتركيب، واستنبطوا لذلك قواعد ضبَطوا بها قوانين الكلام العربي على حسب الإمكان، فسهَّل الله بذلك الفهم عنه في كتابه، وعن رسوله في خطابه" (٢).


(١) ليس في النشرة المعتمدة، وهو مثبت في نشرة (أيت)، ٣/ ١٣٥.
(٢) الموافقات ٢/ ٩٣، ٩٤.

<<  <   >  >>