للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول: منهج البغوي في الرواية عن شيخه عبد الواحد المَلِيْحِيّ:

بلغ عدد ما رواه الإمام البغوي عن شيخه عبد الواحد المَلِيْحِيّ في تفسيره كله: خمسمائة وستة وأربعين حديثًا مرفوعًا وما في حكمه، ولقد كان للإمام البغوي -كمحدث له باع في علم الحديث- منهجه، ومن أبرز معالم منهجه في روايته عن شيخه ما يلي:

• التنويع في ذكر اسم شيخه:

نوّع البغوي في ذكر شيخه عبد الواحد المَلِيْحِيّ، فنجده يذكره بكنيته واسمه ونسبه في موضع واحد وهو في بداية تفسيره في الحديث رقم (١٠)، حيث قال (١): أخبرنا أبو عمرو عبد الْوَاحِد بن أحمد المَلِيْحِيّ، وفي مواضع كثيرة يذكر اسمه ونسبه دون كنيته، كما في الحديث رقم (٢)، حيث قال: أخبرنا عبد الْوَاحِد بن أحمد المَلِيْحِيّ، وكذا في الأحاديث (٧، ١٧، ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٣، ٢٦، ٢٧، ٢٨، ٢٩، ٣١، ... وغيرها)، وفي أكثر كتابه يقول: أخبرنا عبد الواحد المَلِيْحِيّ، كما في الحديث رقم (١)، وكذا في الأحاديث (٣، ٤، ٥، ٦، ٨، ٩، ١١، ١٣، ١٤، ١٥، ١٦، ١٨، ... وغيرها)، وربما هدفه في ذلك التعريف بشيخه تارة والاختصار تارة أخرى.

• بيان طرق التحمل عن شيخه:

من دراسة الأحاديث التي رواها البغوي عن شيخه عبد الواحد المَلِيْحِيّ نجده يميّز بين صيغ التحمل والأداء؛ فقد روى في هذا البحث (٥٤١) حديثًا، بصيغة "أخبرنا"، وروى ثلاثة أحاديث (حديث رقم ٢٧٥، ٢٧٨، ٢٧٩) بصيغة "أنبأنا"، وهما صيغتان تدلان على السماع من لفظ الشيخ، وهما من أرفع صيغ التحمل عند الجمهور (٢)، وقد شاع تخصيص لفظ "أخبرنا" بما قرئ على الشيخ، ثم يتلو قول " أخبرنا " قول "أنبأنا" (٣)، كما روى البغوي حديثين (حديث رقم ١١٧، ١٧٢) بصيغة


(١) البغوي، معالم التنزيل، ١/ ٧٤.
(٢) انظر: أنواع علوم الحديث لابن الصلاح] دار الفكر، بيروت، د. ط.، ١٤٠٦ هـ[، ص ١٣٢.
(٣) المصدر نفسه، ص ١٣٥.

<<  <   >  >>