للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

القارئ هو قتادة بن النعمان. أخرج أحمد من طريق أبي الهيثم، عن أبي سعيد، قال: "بات قتادة بن النعمان يقرأ من الليل كله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] لا يزيد عليها". الحديث. والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث؛ لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين. وبذلك جزم ابن عبد البرّ، فكأنه أبهم نفسه وأخاه. وقد أخرج الدارقطني من طريق إسحاق بن الطَّبَّاع عن مالك في هذا الحديث بلفظ: "إن لي جارًا يقوم بالليل، فما يقرأ إلا بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] ". قاله في "الفتح" (١).

قال الجامع عفا الله عنه: كون الرجل الذي سمع هو أبا سعيد الخدري يبعده ما أخرجه المصنف في "عمل اليوم والليلة" من طريق إسماعيل بن جعفر، من مالك بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني قتادة بن النعمان أن رجلًا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ من السحر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها، لا يزيد عليها، فلما أصبح أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن فلانًا قام في الليل يقرأ من السحر {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) اللَّهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (٤)} [الإخلاص: ١ - ٤] يرددها, لا يزيد عليها، كأنه يتقالّها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".

فهذه الرواية تبعد أن يكون أبو سعيد الخدري هو الذي سمع، بل إنما أخبره بالقصة قتادة بن النعمان رضي الله عنهما. وأما الذي قرأ فلا يبعد


(١) جـ ١٠ ص ٧٣.