للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال القاضي عياض رحمه الله. ومعنى صاحب القرآن. أي الذي ألِفَه، والمصاحبة: المؤالفة، ومنه: فلان صاحب فلان، وأصحاب الجنة، وأصحاب النار، وأصحاب الحديث، وأصحاب الرأي، وأصحاب الصُّفَّة، وأصحاب إبل وغنم، وصاحب كنز، وصاحب عبادة (١).

وقال في "الفتح": وقوله: ألفه، أي ألف تلاوته، وهو أعم من أن يألفها نظرًا من المصحف، أو عن ظهر قلب، فإن الذي يداوم على ذلك يذلّ له لسانه، ويسهل عليه قراءته، فإذا هجره ثقلت عليه القراءة، وشقت عليه انتهى (٢).

(كمثل الإِبل المعقلة) أي المشدودة بالعِقَال، والتشديد فيه للتكثير. قاله ابن الأثير (٣). والمعنى أن حاله كحال صاحب الإبل المعقلة معها. وفي رواية البخاري: "كمثل صاحب الإبل المعقلة".

و"الإبل" -بكسرتين-: اسم جمع، لا واحد لها، وهي مؤنثة، لأن اسم الجمع الذي لا واحد له من لفظه إذا كان لما لا يعقل يلزمه التأنيث، وتدخله الهاء إذا صغر، نحو أُبَيْلَةٍ، وغُنَيْمَة، وسمع إسكان الباء للتخفيف، ومن التأنيث، وإسكان الباء قولُ أبي النجم، [الرجز]:

وَالإِبْلُ لَا تَصْلُحُ لِلْبُسْتَانِ … وَحَنَّتِ الإِبلُ إِلَى الأَوطَانِ


(١) راجع شرح مسلم للنووي رحمه الله جـ ٦ ص ٧٧.
(٢) فتح جـ ١٠ ص ٩٨.
(٣) انظر: "النهاية في غريب الحديث" جـ ٣ ص ٢٨١.