للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صالح الزبيري، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن الحارث بن هشام، قال: سألت … وعامر فيه ضعف، لكن وجدت له متابعًا عند ابن منده، والمشهور الأول. انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى (١).

(رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) بالنصب مفعولًا به لـ"سأل"، (كيف يأتيك الوحي) مقول لقول مقدر، أي قائلًا: "كيف يأتيك الوحي". وفي رواية البخاري. "فقال: يا رسول الله، كيف يأتيك الوحي".

ثم إنه يحتمل أن يكون المسؤول عنه صفة الوحي نفسه، ويحتمل أن يكون صفة حامله، أو ما هو أعم من ذلك، وعلى كل تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز، لأن الإتيان حقيقة من وصف حامله. قاله في الفتح.

وقال السندي رحمه الله: ظاهره أن السؤال عن كيفية الوحي نفسه، لا عن كيفية الملك الحامل له، ويدل عليه أول الجواب، لكن آخر الجواب يميل إلى أن المقصود بيان كيفية الملك الحامل، فيقال: يلزم من كون الملك في صورة الإنسان كون الوحي في صوت مفهومٍ متبينٍ أولَ الوَهْلَة، فبالنظر إلى هذا اللازم صار بيانًا لكيفية الوحي، فلذلك قوبل بصلصلة الجرس، ويحتمل أن يكون السؤال عن كيفية الحامل، أي كيف يأتيك حامل الوحي. انتهى (٢).


(١) فتح جـ ١ ص ٢٨.
(٢) شرح السندي جـ ٢ ص ١٤٦.