للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

"سبحان الله" كقوله: "سبحانك" أي انزهك يا رب من كل سوء، وأبرِّئُك.

وروى الأزهري بإسناده أن ابن الْكَوَّاءِ سأل عليًا رضوان الله عليه عن "سبحان الله"، فقال: كلمة رضيها الله لنفسه، فأوصى بها. والعربُ تقول: سبحان من كذا: إذا تعجبت منه. وزعم أن قول الأعشى في معنى البراءة أيضًا:

أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ … لسُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ

أي براءة منه، وكذلك تسبيحه تبعيده. انتهى المقصود من "اللسان" باختصار (١).

(وبحمدك) قيل: الواو للحال، والتقدير: ونحن متلبسون بحمدك. وقيل: زائدة، والجار والمجرور حال، أي متلبسين بحمدك. أفاده السندي رحمه الله تعالى.

وقال القاري رحمه الله: الباء للملابسة، والواو زائدة. وقيل: الواو بمعنى "مع"، أي أسبحك مع التلبس بحمدك، وحاصله نفي الصفات السلبية، وإثبات النعوت الثبوتية، أو بحمدك سبحتك، أي اعتقدت نزاهتك، حال كوني متلبسًا بالثناء عليك، أو بسبب ثناء الجميل عليك اعتقدت نزاهتك، ويصح أن يكون صفة لمصدر محذوف: أي أسبحك تسبيحًا مقرونًا بشكرك؛ إذ كل حمد من المكلف يستجلب نعمة متجددة، ويستصحب توفيقًا إلهيًّا.


(١) لسان العرب جـ ٣ ص ١٩١٤.