"أصبح" تعمل عمل "كان"، أي نزل المدينة حال كونه قادمًا من تبوك، أو صار قادمًا منها (وكان) -صلى الله عليه وسلم- (إِذا قدم) بكسر الدال (من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس) فيه استحباب البداءة بالمسجد قبل البيت لمن قَدمَ من سفر، والجلوس للزائرين تسهيلًا عليهم، ورفقًا بهم. ولفظ أحمد من طريق ابن جريج، عن ابن شهاب:"لا يقدم من سفر إلا في الضحى، فيبدأ بالمسجد، فيصلي فيه ركعتين، ويقعد"، وفي رواية ابن أبي شيبة:"ثم يدخل على أهله". وللطبراني:"كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه"، وفي لفظ:"ثم بدأ ببيت فاطمة، ثم أتى بيوت نسائه". أفاده في "الفتح". جـ ٨ ص ٤٥٩.
(فلما فعل ذلك) أي ما ذكر من أداء ركعتين في المسجد، وجلوسه فيه للناس (جاءه المُخَلَّفُون) بصيغة اسم المفعول، والُمخَلَّف -كما قال الجوهري-: المتروك؛ أي خلَّفهم الله، وثبطهم، أو خلفهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون لمَّا علموا تثاقلهم عن الجهاد. قولان. انظر تفسير القرطبي جـ ٨ ص ١١٦.
والمراد بهم هنا: الذين تأخروا عن الذهاب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك.
(فطفقوا يعتذرون إِليه) قال المجد رحمه الله: وطفق يفعل كذا، كفرح، وضرب، طفْقًا، وطفوقًا: إذا واصل الفعل، خاص بالإثبات،