يكون شعرًا بحال؛ لأن هاتين الكلمتين على هذه الصفة تكون فعولْ، ولا مدخل لفعول في بحر السريع، ولعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قالها ساكنة التاء، أو متحركة التاء من غير إشباع.
والمعول عليه في الانفصال على تسليم أن هذا شعر، ويُسْقِطُ الاعتراض، ولا يلزم منه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - عالمًا بالشعر، ولا شاعَرًا أن التمثل بالبيت النزر، وإصابة القافيتين من الرجز وغيره لا يوجب أن يكون قائلها عالمًا بالشعر، ولا يسمى شاعرًا باتفاق العلماء، كما أن من خاط خيطًا لا يكون خياطًا.
قال أبو إسحاق الزجاج: معنى {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ}[يس: ٦٩]: وما علمناه أن يشعر، أي ما جعلناه شاعرًا، وهذا لا يمنع أن ينشد شيئًا من الشعر.
قال النحاس: وهذا من أحسن ما قيل في هذا. وقد قيل: إنما خَبَّرَ الله عز وجل أنه ما علمه الله الشعر، ولم يخبر أنه لا ينشد شعرًا، وهو ظاهر الكلام. وقيل فيه قول بَيِّنٌ، زعم صاحبه أنه إجماع من أهل اللغة، وذلك أنهم قالوا. كل من قال قولًا موزونًا لا يقصد به إلى شعر، فليس بشعر، وإنما وافق الشعر، وهذا قول بَيِّنٌ.
قالوا: وإنما الذي نفاه الله عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - فهو العلم بالشعر، وأصنافه، وأعاريضه، وقوافيه، والاتصاف بقوله، ولم يكن موصوفًا بذلك بالاتفاق، ألا ترى أن قريشًا تراوضت فيما يقولون للعرب فيه إذا