وقال الخطابي: لا يعرف العامة التثويب إلا قول المؤذن في الأذان "الصلاة خير من النوم" لكن المراد به في هذا الحديث الإقامة. والله أعلم. انتهى. فتح جـ ٢ ص ١٠٢.
(حتى إِذا قضي التثويب أقبل) زاد مسلم في رواية أبي صالح، عن أبي هريرة:"فوسوس". (حتى يخطر) -بضم الطاء وكسرها- لغتان، حكاهما القاضي عياض في المشارق، قال: ضبطناه عن المتقنين بالكسر، وسمعناه من أكثر الرواة بالضم، قال: والكسر هو الوجه، ومعناه: يوسوس، وهو من قولهم: خَطَرَ الفحلُ بذنبه: إذا حركه، يضرب به فخذيه، وأما بالضم، فمن السلوك، والمرور، أي يدنو منه، فيمر بينه وبين قلبه فيشغله عما هو فيه. وبهذا فسره الشارحون للموطأ، فقال الباجي: معناه أنه يحول بين المرء، وبين ما يريد من نفسه، من إقباله على صلاته، وإخلاصه، وبالأول فسره الخليل. انتهى. طرح جـ ٢ ص ١٩٨.
وقال في الفتح: وضعف الحجري في نوادره الضم مطلقًا، وقال: هو يخطر بالكسر في كل شيء. انتهى. جـ ٢ ص ١٠٢.
(بين المرء ونفسه) أي قلبه، يعني أنه يحول بين المرء، وبين ما يريده من إقباله على صلاته، وإخلاصه فيها.
قال العلامة بدر الدين العيني -رحمه الله-: وبهذا التفسير -يعني تفسير النفس بالقلب- يحصل الجواب عما قيل: كيف يتصور خطوره