للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ) الشيبانيّ، أنه (قَالَ: قَالَ) عبد الله (بْنُ عُمَرَ) بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما (رَأَيْتُ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ الِله -صلى الله عليه وسلم-، بِقَدَحٍ) بفتحتين (فِيهِ نَبِيذٌ، وَهُوَ عِنْدَ الرُّكْنِ) جملة فِي محل نصب عَلَى الحال: أي والحال أنه -صلى الله عليه وسلم- واقف عند ركن البيت (وَدَفَعَ إِلَيْهِ) -صلى الله عليه وسلم- (الْقَدَحَ، فَرَفَعَهُ إِلَى فِيهِ، فَوَجَدَهُ شَدِيدًا) قَالَ السنديّ رحمه الله تعالى: لعل المراد به إن صح الْحَدِيث أنه وجده قريبًا إلى الإسكار، وأنه ظهر فيه مبادىء السكر بحيث إنه لو ترك عَلَى حاله لأسكر عن قريب. انتهى.

قَالَ الجامع عفا الله تعالى عنه: هَذَا الْحَدِيث الذي فيه سوء أدب مع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بأنه أقر شرب المسكر -بحمد الله تعالى- لا يصحّ، كما أوضحه المصنّف رحمه الله تعالى، ولا يُفَكّر فِي تصحيح مثله إلا الذي ابتلي بالقول بإباحة شرب المسكر ما لم يَسكَر، وهو مذهب باطلٌ، كما أسلفناه موضحا ومُحرّرا، فلا تغترّ وإن انتسب إليه بعض أهل العلم، فإن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.

(فَرَدَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَرَامٌ هُوَ؟ فَقَالَ: "عَلَيَّ بِالرُّجُلِ") "عَلَيَّ": اسم فعل منقول منْ "عليّ" الجار والمجرور، والمعنى: أحضروا هَذَا الرجل الذي أتى بهذا النبيذ (فَأتِيَ بِهِ) بالبناء للفعول (فَأَخَذَ مِنْهُ الْقَدَحَ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ، فَصَبَّهُ فِيهِ، فَرَفَعَهُ إِلَى فِيهِ، فَقَطَّبَ) بتشديد الطاء، أو تخفيفها: أي جمع ما بين عينيه، كما يفعله العبوس: أي عَبَّسَ وجهه، وجمع جلدته لَمّا وجده مكروها (ثُمَّ دَعَا بمَاءٍ أَيْضًا، فَصَبَّهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: "إِذَا اغْتَلَمَتْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ الْأَوْعِيَةُ) أي اشتدّت، واضطربت عند الغليان، والمراد إذا قاربت الاشتداد. قاله السنديّ (فَاكْسِرُوا مُتُونَهَا بِالْمَاءِ) "المتون" بالضم جمع متن، كفلس وفلوس، وهو ما صَلُب، وارتفع منْ الأرض، والمراد قوة اشتدادها، أي خفّفوا شدّتها بصبّ الماء عليها. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

والحديث ضعيف؛ لضعف عبد الملك بن نافع، كما سبق فِي ترجمته، وهو منْ أفراد المصنّف رحمه الله تعالى، أخرجه هنا ٤٨/ ٥٦٥٦ و٥٦٥٧ - وفي "الكبرى" ٤٩/ ٥٢٠٤ و٥٢٠٥. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.

٥٦٩٨ - (وَأَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِى مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِنَحْوِهِ.