للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣ - (هشام بن عروة) بن الزبير، أبو المنذر المدنيّ، ثقة ربما دلّس [٥] ٤٩/ ٦١.

٤ - (أبو) عروة بن الزبير بن العوّام المدنيّ الفقيه، ثقة ثبت [٣] ٤٠/ ٤٤.

٥ - (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها ٥/ ٥. والله تعالى أعلم.

لطائف هَذَا الإسناد:

(منها): أنه منْ خماسيات المصنّف رحمه الله تعالى. (ومنها): أن رجاله كلهم رجال الصحيح. (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين منْ هشام. (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، والابن عن أبيه، عن خالته، وفيه عائشة رضي الله تعالى عنها منْ المكثرين السبعة، روت (٢٢١٠) منْ الأحاديث. والله تعالى أعلم.

شرح الْحَدِيث

(عَنْ عَائِشَةَ) رضي الله تعالى عنها، أنها (قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرْجَةً) بوزن فَعْلة بفتح، فسكون: وهي المرة منْ الخروج، كما أن فِعلة بالكسر للهيئة، كما قَالَ فِي "الخلاصة":

وَفَعْلةٌ لِمَرَّةٍ كَجَلْسَهْ … وَفِعْلَةٌ لِهَيئَةٍ كَجِلْسَهْ

وفي نسخة: "خرجته" بالإضافة إلى الضمير: أي خروجه.

(ثُمَّ دَخَلَ) -صلى الله عليه وسلم- البيت (وَقَدْ عَلَّقْتُ قِرَامًا) بكسر القاف: هو الستر الرقيق، وقيل: الصَّفِيق، منْ صُوف ذي ألوان، والإضافة فيه، كقولك: ثوب قميص. وقيل: القرام: الستر الرقيق وراء الستر الغليظ، ولذلك أضافه. أفاده فِي "النهاية" ٤/ ٤٩. وَقَالَ فِي "المصباح": القرام، مثلُ كتاب: الستر الرقيق، وبعضهم يزيد: وفيه رقمٌ، ونقوش، والْمِقْرَم، وازن مِقْود، والْمِقْرمة بالهاء أيضاً مثله. انتهى. والجملة فِي محلّ نصب عَلَى الحال منْ الفاعل، والرابط الواو.

وفي رواية مسلم منْ طريق أبي أُسامة، عن هشام: "قالت: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منْ سفر، وَقَدْ سترتُ عَلَى بابي دُرْنوكًا، فيه الخيل، ذوات الأجنحة، فأمرني، فنزعته".

و"الدُّرنوك" بضم الدال عَلَى المشهور، وتفتح، ويقال فيه: درموك بالميم: هو سترٌ له خَمْلٌ، جمعه درانك. أفاده النوويّ فِي "شرحه" ١٤/ ٨٧.

(فِيهِ) أي فِي ذلك القِرام (الْخَيْلُ) أي صورة الخيل (أُولَاتُ الأَجْنِحَةِ) أي صواحبات الأجنحة (قَالَتْ) عائشة رضي الله تعالى عنها (فَلَمَّا رَآهُ) -صلى الله عليه وسلم- (قَالَ: "انْزِعِيهِ") بكسر الزاي، مضارع نزعت الشيءَ، منْ باب ضرب: إذا قلعته، وأزلته. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.