لموافقتها باقي الروايات. قاله فِي "الفتح" ١/ ١٧٠ - ١٧١. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الْحَدِيث:
(المسألة الأولى): فِي درجته: حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هَذَا أخرجه مسلم.
(المسألة الثانية): فِي بيان مواضع ذكر المصنّف له، وفيمن أخرجه معه:
أخرجه هنا -٥/ ٤٩٩٠ - . وأخرجه (م) فِي "الإيمان" ٨ (د) فِي "السنة" ٤٦٩٥ (ت) فِي "الإيمان" ٢٦١٠ (ق) فِي "المقدمة" ٦٣ (أحمد) فِي "مسند العشرة" ١٨٥ و٣٦٩. والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): فِي فوائده:
(منها): ما ترجم له المصنّف رحمه الله تعالى، وهو بيان نعت الإسلام. (ومنها): أن فيه أن الملك يجوز أن يتمثل لغير النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فيراه، ويتكلم بحضرته، وهو يسمع، وَقَدْ ثبت عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنهما أنه كَانَ يسمع كلام الملائكة.
(ومنها): أن فيه دليلاً عَلَى أن الله تعالى مكّن الملائكة منْ أن يتمثّلوا فيما شاءوا منْ صور بني آدم، كما نصّ الله عز وجل عَلَى ذلك فِي قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: ١٧] وَقَدْ كَانَ جبريل -عليه السلام- يتمثل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم- فِي صورة دحية بن خليفة الكلبيّ -رضي الله عنه-، وَقَدْ كَانَ لجبريل صورة خاصّة، خُلق عليها، لم يره النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عليها غير مرّتين، كما صح الْحَدِيث بذلك. قاله فِي "المفهم" ١/ ١٥٢.
(ومنها): استحباب تحسين الثياب والهيئة، والنظافة عند الدخول عَلَى العلماء، والفضلاء، والملوك، فإن جبريل -عليه السلام- أتى معلّمًا للناس، كما أخبر به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فيكون تعليمه بحاله، ومقاله.
(ومنها): ابتداء الداخل بالسلام عَلَى جميع منْ دخل عليهم، وإقباله عَلَى رئيس القوم، فإن جبريل -عليه السلام- قَالَ: "السلام عليكم"، فعمّ، ثم قَالَ: "يا محمد"، فخصّ.
(ومنها): جواز الاستئذان فِي القرب منْ الإمام مرارًا، وإن كَانَ الإمام فِي موضع مأذون فِي دخوله. (ومنها): ترك الاكتفاء بالاستئذان مرّة، أو مرّتين عَلَى جهة التعظيم، والاحترام.
(ومنها): جواز اختصاص العالم بموضع مرتفع منْ المسجد، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، لضرورة التعليم، أو غيره؛ لما يأتي فِي حديث الباب التالي: "فبنينا له دكّانًا منْ طين، كَانَ يجلس عليه".
(ومنها): أنه ينبغي لمن حضر مجلس العالم إذا علم بأهل المجلس حاجةً إلى